هل يجوز إخراج زكاة المال قبل موعدها؟
مقدمة:
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي فريضة مالية واجبة على المسلم إذا توافرت فيه شروطها. وقد حدد الشرع موعدًا لإخراج الزكاة، وهو عند حلول الحول على المال. فإذا حال الحول على مال المسلم، وجب عليه إخراج زكاته. ولكن هل يجوز إخراج زكاة المال قبل موعدها؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
أولاً: حكم إخراج الزكاة قبل موعدها:
اختلف الفقهاء في حكم إخراج الزكاة قبل موعدها إلى قولين:
1. القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز إخراج الزكاة قبل موعدها. واستدلوا على ذلك بما يلي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول”. وهذا الحديث يدل على أن الزكاة لا تجب إلا بعد مرور الحول على المال.
أن إخراج الزكاة قبل موعدها قد يؤدي إلى حرمان الفقراء والمساكين من الزكاة، وذلك لأنهم قد يكونون في حاجة ماسة إليها في الوقت الحاضر.
أن إخراج الزكاة قبل موعدها قد يؤدي إلى ضياع الزكاة، وذلك لأن المال قد يتعرض للسرقة أو الضياع قبل حلول الحول عليه.
2. القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز إخراج الزكاة قبل موعدها، بشرط أن يكون ذلك في مصلحة الفقراء والمساكين. واستدلوا على ذلك بما يلي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من عجل زكاته بورك له فيها”. وهذا الحديث يدل على أن تعجيل الزكاة فيه بركة.
أن تعجيل الزكاة قد يكون في مصلحة الفقراء والمساكين، وذلك لأنهم قد يكونون في حاجة ماسة إليها في الوقت الحاضر.
أن تعجيل الزكاة قد يساعد على تنمية أموال الفقراء والمساكين، وذلك لأنهم قد يستثمرونها في مشاريع صغيرة تساعدهم على تحسين معيشتهم.
ثانياً: متى يجوز إخراج الزكاة قبل موعدها؟
يجوز إخراج الزكاة قبل موعدها في الحالات الآتية:
أن يكون الفقراء والمساكين في حاجة ماسة إلى الزكاة، ولا يمكنهم الانتظار حتى حلول الحول.
أن يكون المسلم خائفاً من ضياع ماله أو سرقته قبل حلول الحول عليه.
أن يكون المسلم مسافراً ويخشى أن يفوته موعد إخراج الزكاة.
أن يكون المسلم مريضاً ويشعر بدنو أجله، ويريد أن يخرج زكاته قبل وفاته.
ثالثاً: فضل تعجيل الزكاة:
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على تعجيل الزكاة، ومن هذه الأحاديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عجل زكاته بورك له فيها”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدى زكاته قبل أن تسأل فقد أدى زكاته، ومن سئل عنها فقد عوتب”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدى زكاته في رمضان فقد أدى زكاته مرتين”.
رابعاً: شروط تعجيل الزكاة:
إذا أراد المسلم تعجيل الزكاة قبل موعدها، فلا بد من توافر الشروط الآتية:
أن يكون المال الذي يريد المسلم إخراج زكاته منه قد حال عليه الحول.
أن يكون المسلم قد نوى إخراج الزكاة من هذا المال.
أن يكون المسلم قد أخرج الزكاة إلى مستحقها.
خامساً: حكم إخراج الزكاة من مال الغير:
لا يجوز للمسلم أن يخرج زكاة ماله من مال الغير، وذلك لأن الزكاة حق للفقراء والمساكين، ولا يجوز للمسلم أن يتصرف في أموالهم بدون إذنهم.
سادساً: كيفية إخراج الزكاة:
إذا أراد المسلم إخراج زكاة ماله، فعليه أن يتبع الخطوات الآتية:
حساب قيمة الزكاة الواجب إخراجها.
اختيار المستحقين للزكاة.
إخراج الزكاة إلى المستحقين.
سابعاً: دعاء إخراج الزكاة:
عند إخراج الزكاة، يستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء: “اللهم تقبل مني زكاتي، وبارك لي فيها، وانفع بها الفقراء والمساكين”.
الخاتمة:
الزكاة هي فريضة مالية واجبة على المسلم إذا توافرت فيه شروطها. وقد حدد الشرع موعدًا لإخراج الزكاة، وهو عند حلول الحول على المال. ولكن يجوز إخراج الزكاة قبل موعدها في بعض الحالات، مثل أن يكون الفقراء والمساكين في حاجة ماسة إليها، أو أن يكون المسلم خائفاً من ضياع ماله أو سرقته قبل حلول الحول عليه. وإذا أراد المسلم تعجيل الزكاة قبل موعدها، فلا بد من توافر الشروط الآتية: أن يكون المال الذي يريد المسلم إخراج زكاته منه قد حال عليه الحول، وأن يكون المسلم قد نوى إخراج الزكاة من هذا المال، وأن يكون المسلم قد أخرج الزكاة إلى مستحقها.