محاضرة عن الصبر على البلاء

محاضرة عن الصبر على البلاء

العنوان: محاضرة قيمة عن الصبر على البلاء

المقدمة:

البلاء من سنة الحياة الدنيا، وقد ابتُلي الأنبياء والصالحون قبلاً، ولا ينجو أحد من البلاء والابتلاء مهما كان، وقد أمرنا الله تعالى بالصبر على البلاء والابتلاء، وجعل الصبر مفتاح الفرج، فقال: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وقال: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

أولاً: تعريف البلاء:

1. البلاء هو كل ما يصيب الإنسان من مكروه في نفسه أو أهله أو ماله، ويدخل فيه المرض والفقر والحزن والهم والكرب والمصائب والشدائد.

2. البلاء قد يكون جسديًا، مثل المرض أو الإعاقة، وقد يكون معنويًا، مثل الحزن أو القلق أو الخوف.

3. البلاء قد يكون كبيرًا أو صغيرًا، وقد يكون مؤقتًا أو دائمًا، وقد يكون عامًا أو خاصًا.

ثانيًا: أسباب البلاء:

1. البلاء قد يكون بسبب الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).

2. البلاء قد يكون بسبب امتحان الله تعالى لعباده، ليميز الخبيث من الطيب، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).

3. البلاء قد يكون بسبب الحسد والعين، قال تعالى: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ).

ثالثًا: الحكمة من البلاء:

1. البلاء يمحص ذنوب الإنسان ويرفعه درجات في الجنة، قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

2. البلاء يزيد الإنسان إيمانًا وتوكلًا على الله تعالى، قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).

3. البلاء يجعل الإنسان أكثر صبرًا وأقوى إرادة، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).

رابعًا: آثار الصبر على البلاء:

1. الصبر على البلاء يرفع الإنسان درجات في الجنة، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

2. الصبر على البلاء يجعل الإنسان أقرب إلى الله تعالى، قال تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

3. الصبر على البلاء يجعل الإنسان أكثر صبرًا وأقوى إرادة، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).

خامسًا: وسائل الصبر على البلاء:

1. الإيمان بالله تعالى وتوكل عليه، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).

2. الاستعانة بالله تعالى والصبر عليه، قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).

3. التسلية بالله تعالى والرضى بقضائه وقدره، قال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).

سادسًا: فضل الصابرين:

1. الصابرون وعدهم الله تعالى بالجنة، قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

2. الصابرون لهم أجر عظيم عند الله تعالى، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

3. الصابرون أحباء الله تعالى، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

سابعًا: قصص عن الصابرين:

1. قصة سيدنا أيوب عليه السلام، الذي ابتُلي بالمرض وفقدان الأهل والمال، ولكنه صبر على البلاء حتى رفعه الله تعالى درجات في الجنة.

2. قصة سيدنا يوسف عليه السلام، الذي ابتُلي بالعبودية والسجن ولكنه صبر على البلاء حتى أصبح عزيز مصر.

3. قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ابتُلي بالفقر واليتم والهجرة، ولكنه صبر على البلاء حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الخاتمة:

الصبر على البلاء من أعظم العبادات وأفضل الأخلاق، وهو مفتاح الفرج والنجاة من البلاء، وقد أمر الله تعالى بالصبر على البلاء، ووعد الصابرين بأجر عظيم في الجنة، وجعل الصبر مفتاح الفرج، فقال: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وقال: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

أضف تعليق