مقال قصير عن الصدقة وفضلها

مقال قصير عن الصدقة وفضلها

المقدمة

الصدقة هي أحد الأعمال الصالحة التي لها أجر كبير عند الله تعالى، وهي من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا الله تعالى على الصدقة في الكثير من آيات القرآن الكريم، كما وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث عليها، وترغب فيها، وتبين فضلها وأجرها العظيم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن الصدقة وفضلها، وما هي أنواع الصدقات، وكيفية إخراجها.

1- الصدقة في الإسلام

– تعتبر الصدقة من أهم العبادات في الإسلام، فهي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي من أهم أسباب دخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.

– فرض الله على المسلمين إخراج الصدقة من أموالهم، وحدد نسبة معينة لإخراجها، وهي ربع العشر (2.5%) من الأموال النامية، مثل التجارة والزراعة والصناعة، أما الأموال غير النامية، مثل الذهب والفضة، فيجب إخراج ربع العشر منها عند بيعها.

– يجب أن يكون المسلم صادقًا في صدقته، وأن تكون لله تعالى فقط، وأن لا يطلب منها أي مقابل أو جزاء من الناس، كما قال الله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم”.

2- أنواع الصدقات

– الصدقة المالية: هي إعطاء المال للفقراء والمحتاجين، وهي من أكثر أنواع الصدقات شيوعًا، ويمكن إخراجها نقدًا أو عن طريق الحوالات المالية.

– الصدقة العينية: هي إعطاء الملابس أو الطعام أو الأدوية أو أي شيء آخر يحتاجه الفقراء والمحتاجون، ويمكن إخراجها عينًا أو عن طريق شرائها وتوزيعها على الفقراء.

– الصدقة الجارية: هي الصدقة التي يستمر أجرها بعد موت المتصدق، مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام، أو حفر الآبار، أو زراعة الأشجار، أو أي شيء آخر ينتفع به الناس بعد موت المتصدق.

– صدقة العلم: وهي تعليم الناس العلوم النافعة، وإرشادهم إلى الخير، والنهي عن المنكر.

– صدقة الجهد: وهي بذل الجهد والوقت في مساعدة الآخرين، مثل مساعدة المرضى وكبار السن والمعاقين، أو المشاركة في الأعمال التطوعية.

– الصدقة بالابتسامة: وهي إظهار البشاشة واللطف للآخرين، وإدخال السرور على قلوبهم.

– الصدقة بالكلمة الطيبة: وهي التحدث بكلمات طيبة ولطيفة مع الآخرين، ومدحهم والثناء عليهم، وإكرامهم.

3- فضل الصدقة

– الصدقة تكفر الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.

– الصدقة تدفع البلاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقة”.

– الصدقة تزيد الرزق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بصدقـة من مال حـلال أضعافها”.

– الصدقة ترفع الدرجات في الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مـن أعطـى شق تمرة مـن صدقـة كفـى الله عنهـا يوم القيامـة”.

– الصدقة تفتح أبواب الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تفتح تسعة وتسعين بابًا من أبواب الجنة”.

– الصدقة تظل صاحبها بعد موته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

– الصدقة سبب لدخول الجنة: قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.

4- كيفية إخراج الصدقة

– يجب أن يكون المسلم صادقًا في صدقته، وأن تكون لله تعالى فقط، وأن لا يطلب منها أي مقابل أو جزاء من الناس.

– يجب أن يخرج المسلم الصدقة من ماله الحلال، فلا يجوز إخراج الصدقة من مال حرام، مثل الربا أو السرقة أو الغش.

– يجب أن يكون المسلم متيقنًا من أن الفقير أو المحتاج الذي يعطي له الصدقة يستحقها بالفعل، فلا يجوز إعطاء الصدقة لمن لا يستحقها، مثل الأغنياء أو الأقوياء.

– يجب أن يراعي المسلم في إخراج الصدقة مراعاة الأولويات، فيعطي الصدقة لمن هم في أمس الحاجة إليها، مثل الفقراء والمساكين والمرضى وكبار السن والأيتام.

– يجب أن تكون الصدقة معلنة أو سرية، فالإعلان عن الصدقة قد يكون أفضل في بعض الحالات، مثل تشجيع الآخرين على الصدقة، أما الإسرار بالصدقة فقد يكون أفضل في حالات أخرى، مثل عدم إحراج الفقير أو المحتاج.

5- دعوة إلى الصدقة

– يحث الإسلام المسلمين على الصدقة بكل أنواعها، سواء كانت مالية أو عينية أو جارية، لما لها من فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى.

– يجب أن يكون المسلم دائم الصدقة، حتى لو كانت قليلة، فالمهم هو الاستمرار في الصدقة، وإن كانت قليلة، فإن الصدقة القليلة خير من لا صدقة.

– يجب أن يجعل المسلم الصدقة عادة يومية أو أسبوعية أو شهرية، وأن يضع لها مبلغًا معينًا من ماله، حتى يعتاد عليها ولا ينساها.

– يجب أن يتسابق المسلمون في الصدقات، ويتنافسون في فعل الخير، فالمسلم الصادق هو الذي يحرص على إخراج الصدقة دائمًا، ويبحث عن الفرص للصدقة، ويستغل كل فرصة لفعل الخير.

– يجب أن يتذكر المسلم أن الصدقة هي عبادة، وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وأنها سبب لدخول الجنة، فمن تصدق بصدقـة من مال حـلال أضعافها، ومن أعطـى شق تمرة مـن صدقـة كفـى الله عنهـا يوم القيامـة.

6- الصدقة في القرآن والسنة

– ورد ذكر الصدقة في القرآن الكريم في أكثر من مائة آية، مما يدل على أهميتها العظيمة في الإسلام، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالصدقة في كثير من آيات القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.

– كما ورد ذكر الصدقة في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.

– وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة وحث أن الصدقة في سبيل الله عز وجل وتقربا إليه، وتعد من الأعمال التي تدل على صلاح العبد وصدق نواياه وإيمانه بالله ورسوله.

7- قصص عن الصدقة

– قصة رجل أعطى صدقة فكُشف عنه البلاء: كان رجل فقير جدًا، وكان لديه ابن مريض، وكان يعتني به وحده، وفي يوم من الأيام، مر رجل غني بهذا الرجل الفقير، فرأى حالته السيئة، فأعطاه بعض المال، ففرح الرجل الفقير كثيرًا، ودعا للرجل الغني بالخير، وبعد فترة قصيرة، شُفي ابنه من مرضه، وعاد الرجل الفقير إلى حالته الطبيعية، وكان دائمًا يشكر الرجل الغني الذي أعطاه الصدقة.

– قصة رجل تصدق فزاد رزقه: كان رجل تاجر غني جدًا، وكان دائم الصدقة، وفي يوم من الأيام، تعرض متجره للحريق، واحترق كل شيء فيه، فحزن الرجل كثيرًا، ولكنه لم ييأس، وتوكل على الله تعالى، واستمر في الصدقة، وبعد فترة قصيرة، فتح متجرًا جديدًا، وكان رزقه فيه أكثر من السابق، وكان دائمًا يقول: “الصدقة تزيد الرزق”.

– قصة امرأة تصدقت فدخلت الجنة: كانت امرأة فقيرة جدًا، وكانت تعيش في بيت صغير مع أطفالها، وفي يوم من الأيام، جاء رجل فقير إلى بيتها، وطلب منها

أضف تعليق