يُعد الصيام من أهم العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان، وهو عبادة روحية وجسدية، وفيه يتقرب العبد إلى ربه بالامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
ولكن هناك بعض الأمور التي قد تثير الجدل حول ما إذا كانت تفطر الصائم أم لا، ومن بينها مسألة شم الروائح. فهل الرائحة تفطر؟
حكم شم الروائح في الصيام
اختلف الفقهاء في حكم شم الروائح في الصيام، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن شم الروائح لا يفطر الصائم، سواء كانت طيبة أو كريهة.
واستدلوا على ذلك بأن الرائحة لا تدخل الجوف، ولا يمكن للإنسان التحكم في دخولها، وبالتالي فهي لا تُعد من المفطرات.
وذهب بعض الفقهاء إلى أن شم الروائح الطيبة يفطر الصائم، لأنها قد تُثير الشهوة وتؤدي إلى الإفطار.
واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا تطيب أحدكم فليستتر بثيابه، فإن الرائحة تبلغ ما بلغت”.
أدلة جمهور الفقهاء على عدم إفطار الرائحة
استدل جمهور الفقهاء على عدم إفطار الرائحة بعدد من الأدلة، منها:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يفطر الصائم إلا ما دخل جوفه”.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا تطيب أحدكم فليستتر بثيابه، فإن الرائحة تبلغ ما بلغت”.
إجماع الصحابة والتابعين على عدم إفطار الرائحة.
أدلة بعض الفقهاء على إفطار الرائحة
استدل بعض الفقهاء على إفطار الرائحة بعدد من الأدلة، منها:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل ونسِي أنه صائم، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس على الناسي والمكره شيء”.
قول بعض الصحابة والتابعين بأن الرائحة الطيبة تفطر الصائم.
أقوال أهل العلم في مسألة إفطار الرائحة
اختلف أهل العلم في مسألة إفطار الرائحة، فذهب بعضهم إلى أنها تفطر الصائم، وذهب بعضهم إلى أنها لا تفطر الصائم.
القول الأول: ذهب بعض أهل العلم إلى أن الرائحة تفطر الصائم، واستدلوا على ذلك بأن الرائحة تدخل الجوف، وبأنها قد تُثير الشهوة وتؤدي إلى الإفطار.
القول الثاني: ذهب بعض أهل العلم إلى أن الرائحة لا تفطر الصائم، واستدلوا على ذلك بأن الرائحة لا تدخل الجوف، وبأنها لا يمكن للإنسان التحكم في دخولها.
حكم شم العطور في الصيام
اختلف الفقهاء في حكم شم العطور في الصيام، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز شم العطور في الصيام، سواء كانت طيبة أو كريهة.
واستدلوا على ذلك بأن الرائحة لا تدخل الجوف، ولا يمكن للإنسان التحكم في دخولها، وبأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتطيب في رمضان.
وذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز شم العطور الطيبة في الصيام، لأنها قد تُثير الشهوة وتؤدي إلى الإفطار.
حكم شم رائحة الطعام في الصيام
اختلف الفقهاء في حكم شم رائحة الطعام في الصيام، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز شم رائحة الطعام في الصيام، سواء كانت طيبة أو كريهة.
واستدلوا على ذلك بأن الرائحة لا تدخل الجوف، ولا يمكن للإنسان التحكم في دخولها.
وذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز شم رائحة الطعام الطيبة في الصيام، لأنها قد تُثير الشهوة وتؤدي إلى الإفطار.
الراجح في مسألة إفطار الرائحة
الراجح في مسألة إفطار الرائحة هو القول بأنها لا تفطر الصائم، وذلك للأدلة التي ذكرها جمهور الفقهاء.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الرائحة الطيبة تفطر الصائم، وذلك لأنها قد تُثير الشهوة وتؤدي إلى الإفطار.
ولكن هذا القول ضعيف، لأن الرائحة لا تدخل الجوف، ولا يمكن للإنسان التحكم في دخولها.