المقدمة
النکاح من الدبر من القضايا المثيرة للجدل في الفقه الإسلامي، وقد اختلف الفقهاء في حكمه، فذهب بعضهم إلى تحريمه مطلقاً، وذهب آخرون إلى جوازه في بعض الحالات. وفي هذا المقال، سوف نستعرض آراء الفقهاء الشيعة في حكم النكاح من الدبر، وسنورد الأدلة الشرعية التي استندوا إليها في فتواهم.
حكم النكاح من الدبر عند الشيعة
يرى جمهور الفقهاء الشيعة أن النكاح من الدبر حرام مطلقاً، ولا يجوز بأي حال من الأحوال. وقد استدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:
أدلة تحريم النكاح من الدبر
الأدلة القرآنية: ورد في القرآن الكريم عدد من الآيات التي تدل على تحريم النكاح من الدبر، منها قوله تعالى: “وَنِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ” (البقرة: 223). وقد فسر الفقهاء هذه الآية على أنها تدل على وجوب إتيان الزوجة من قبلها، وأن أي طريقة أخرى غير ذلك تعتبر حراماً.
الأدلة النبوية: روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: “لعن الله من أتى امرأته في دبرها”. وقد وردت أحاديث أخرى كثيرة عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) تحرم النكاح من الدبر.
الأدلة العقلية: يرى الفقهاء الشيعة أن النكاح من الدبر فيه إهانة للمرأة وإذلال لها، وهو مناقض لطبيعة العلاقة الزوجية التي تقوم على المودة والرحمة. كما أن النكاح من الدبر قد يسبب ضرراً للمرأة صحياً ونفسياً.
الحالات التي يجوز فيها النكاح من الدبر عند الشيعة
هناك بعض الحالات التي يجوز فيها النكاح من الدبر عند الشيعة، وهي:
الحالات التي يجوز فيها النكاح من الدبر
الضرورة: إذا كانت الزوجة مريضة أو عاجزة عن إتيانها من قبلها، جاز للزوج أن يأتيها من دبرها.
الإكراه: إذا أكره الزوج على إتيان زوجته من دبرها، فلا حرج عليه في ذلك.
الرضا: إذا رضيت الزوجة بأن يأتيها زوجها من دبرها، فلا حرج عليه في ذلك أيضاً.
شروط جواز النكاح من الدبر عند الشيعة
إذا وجدت إحدى الحالات التي يجوز فيها النكاح من الدبر عند الشيعة، فلا بد من توافر شروط معينة حتى يكون النكاح صحيحاً، وهي:
شروط جواز النكاح من الدبر
أن يكون الزوج والزوجة بالغين عاقلين راشدين.
أن يكونا على علم بحكم النكاح من الدبر وأحكامه.
أن يكونا راضيين بالنكاح من الدبر.
أن لا يكون هناك أي مانع شرعي آخر يمنع من النكاح.
أحكام النكاح من الدبر عند الشيعة
إذا تم النكاح من الدبر مستوفياً لشروطه وأحكامه، ترتبت عليه آثار معينة، منها:
أحكام النكاح من الدبر
وجوب النفقة: يجب على الزوج أن ينفق على زوجته إذا أتى بها من دبرها.
وجوب المبيت: يجب على الزوج أن يبيت عند زوجته إذا أتى بها من دبرها.
وجوب المتعة: يجب على الزوج أن يتمتع مع زوجته إذا أتى بها من دبرها.
جواز الطلاق: يجوز للزوج أن يطلق زوجته إذا أتى بها من دبرها.
الخلاف بين الشيعة والسنة في حكم النكاح من الدبر
يختلف الشيعة والسنة في حكم النكاح من الدبر، حيث يحرمه الشيعة مطلقاً، بينما يجيزه السنة في بعض الحالات. وقد استدل كل من الفريقين بعدد من الأدلة الشرعية لدعم موقفه.
الخلاف بين الشيعة والسنة في حكم النكاح من الدبر
الأدلة القرآنية: يستدل الشيعة بقوله تعالى: “وَنِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ” (البقرة: 223)، على أن النكاح لا يجوز إلا من قبل المرأة. بينما يستدل السنة بنفس الآية على جواز النكاح من الدبر، لأنها لم تحدد مكان النكاح.
الأدلة النبوية: روى الشيعة عن النبي محمد (ص) أنه قال: “لعن الله من أتى امرأته في دبرها”. بينما روى السنة عن النبي (ص) أنه قال: “من أتى امرأته في دبرها فلا جناح عليه”.
الأدلة العقلية: يرى الشيعة أن النكاح من الدبر فيه إهانة للمرأة وإذلال لها، وهو مناقض لطبيعة العلاقة الزوجية التي تقوم على المودة والرحمة. كما أن النكاح من الدبر قد يسبب ضرراً للمرأة صحياً ونفسياً. بينما يرى السنة أن النكاح من الدبر جائز إذا كان برضا المرأة وموافقتها.
الخاتمة
خلصنا مما سبق إلى أن النكاح من الدبر محل خلاف بين الشيعة والسنة، حيث يحرمه الشيعة مطلقاً، بينما يجيزه السنة في بعض الحالات. وقد استدل كل من الفريقين بعدد من الأدلة الشرعية لدعم موقفه. وفي النهاية، فإن الحكم في هذه المسألة يرجع إلى رأي الفقيه الذي يقلده المجتهد.