هل ترفع الاعمال في منتصف شعبان

هل ترفع الاعمال في منتصف شعبان

مقدمة

تعتبر مسألة رفع الأعمال في منتصف شعبان من المسائل الجدلية التي اختلف فيها العلماء قديماً وحديثاً، فمنهم من نفى رفع الأعمال في هذا اليوم وقال بعدم مشروعيته، ومنهم من أثبته وحض عليه وذكر فضله وثوابه.

مفهوم رفع الأعمال

يقصد برفع الأعمال في منتصف شعبان صعود أعمال العباد من الصيام والصلاة والذكر والدعاء وغيرها من الطاعات إلى الله تعالى في هذا اليوم المبارك، كما يعتقد بعض الناس أن الله تعالى ينظر في أعمال عباده في هذه الليلة ويقضي لهم فيها ما يشاء من خير أو شر.

أدلة من السنة النبوية

وردت بعض الأحاديث الضعيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم تتحدث عن رفع الأعمال في منتصف شعبان، لكن جمهور العلماء ضعف هذه الأحاديث وعملوا بالحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: “إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة فيقول: هل من مستغفر فأغفر له، هل من داعٍ فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه، هل من مبتلٍ فأعافيه، حتى يطلع الفجر”.

أدلة من أقوال الصحابة والتابعين

لم يرد عن أحد من الصحابة والتابعين نص صريح في فضل منتصف شعبان أو صيامه، بل كانوا يكثرون من العبادات في جميع ليالي السنة ويحرصون على أداء النوافل في كل وقت، ولم يخصوا منتصف شعبان بشيء من ذلك.

حكم صيام منتصف شعبان

أجمع العلماء على أن صيام منتصف شعبان جائز ولا حرج فيه، لكنهم اختلفوا في فضله واستحبابه، حيث قال بعض العلماء بأنه مستحب لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا كان منتصف شعبان فلا تصموا حتى يكون رمضان”، وقال بعض آخر بأنه مكروه لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً، فليصمه”.

فضل ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان ليلة عظيمة ومباركة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله تعالى ينظر إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا المشرك والكاهن”. وقد ورد أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام ليلة النصف من شعبان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

أعمال ليلة النصف من شعبان

هناك العديد من الأعمال المستحبة التي يمكن للمسلم القيام بها في ليلة النصف من شعبان، منها:

صيام يوم النصف من شعبان.

قيام ليلة النصف من شعبان.

الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار.

تلاوة القرآن الكريم.

الصدقة على الفقراء والمساكين.

صلة الرحم.

الاعتكاف في المسجد.

الخاتمة

مسألة رفع الأعمال في منتصف شعبان من المسائل الخلافية التي لم يرد فيها نص قطعي من الكتاب والسنة، لذا فإن الأمر فيها واسع، والمسلم مخير بين أن يفعل أو لا يفعل، لكن الأولى والأفضل هو عدم الالتفات إلى مثل هذه الأمور والتركيز على العبادة في جميع أيام السنة.

أضف تعليق