هل قراءة القران من الجوال تستوجب الوضوء

هل قراءة القران من الجوال تستوجب الوضوء

هل قراءة القرآن من الجوال تستوجب الوضوء؟

المقدمة

تعتبر قراءة القرآن الكريم من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وهي من الأمور التي حث عليها الإسلام وأمر بها، وقد اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن من الجوال وهل تستوجب الوضوء أم لا، وفي هذا المقال سوف نتعرف على آراء الفقهاء في هذه المسألة بشيء من التفصيل.

أولاً: تعريف الوضوء في اللغة والاصطلاح

في اللغة: الوضوء في اللغة العربية يعني التنظيف والإزالة، يقال: توضأت أي اغتسلت وتنظفت.

في الاصطلاح: الوضوء في الاصطلاح الشرعي هو غسل الأعضاء المحددة في الشرع الإسلامي بنية رفع الحدث الأصغر.

ثانيًا: حكم الوضوء لقراءة القرآن

اختلف الفقهاء في حكم الوضوء لقراءة القرآن الكريم إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى أن الوضوء ليس شرطًا لقراءة القرآن، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يمنع أحدكم جنابة ولا حيض أن يقرأ من القرآن ما شاء”.

القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أن الوضوء شرط لقراءة القرآن، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقرأ القرآن إلا طاهر”، وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا يقرأ القرآن إلا طاهر”.

القول الثالث: ذهب بعض الفقهاء إلى أن الوضوء مستحب لقراءة القرآن، وليس شرطًا، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان على وضوء فقرأ آية من كتاب الله كان له عشر حسنات، ومن قرأها غير متوضئ فله خمس حسنات”.

ثالثًا: أدلة القول الأول

استدل القائلون بعدم وجوب الوضوء لقراءة القرآن بالأدلة التالية:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يمنع أحدكم جنابة ولا حيض أن يقرأ من القرآن ما شاء”.

قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا يقرأ القرآن إلا طاهر”، وقوله هذا محمول على الاستحباب وليس الوجوب.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان على وضوء فقرأ آية من كتاب الله كان له عشر حسنات، ومن قرأها غير متوضئ فله خمس حسنات”.

رابعًا: أدلة القول الثاني

استدل القائلون بوجوب الوضوء لقراءة القرآن بالأدلة التالية:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقرأ القرآن إلا طاهر”.

قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا يقرأ القرآن إلا طاهر”.

ما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان لا يقرأ القرآن إلا على وضوء.

خامسًا: أدلة القول الثالث

استدل القائلون باستحباب الوضوء لقراءة القرآن بالأدلة التالية:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان على وضوء فقرأ آية من كتاب الله كان له عشر حسنات، ومن قرأها غير متوضئ فله خمس حسنات”.

ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يستحب أن يتوضأ لقراءة القرآن.

ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يستحب أن يتوضأ لقراءة القرآن.

سادسًا: الراجح من الأقوال

الراجح من أقوال الفقهاء في هذه المسألة هو القول الأول، وهو أن الوضوء ليس شرطًا لقراءة القرآن، واستدلوا على ذلك بالأدلة التي ذكرناها في الفقرات السابقة.

سابعًا: الخاتمة

وفي الختام، فإن قراءة القرآن الكريم من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، ولا يشترط الوضوء لقراءته، ولكن يستحب التوضؤ قبل قراءته لزيادة الأجر والثواب.

أضف تعليق