هل نبض الفرج يوجب الغسل

هل نبض الفرج يوجب الغسل

هل نبض الفرج يوجب الغسل؟.

مقدمة:

إن مسألة هل نبض الفرج يوجب الغسل أم لا، من المسائل الفقهية الهامة التي اختلف فيها الفقهاء، واختلفوا في وجوب الغسل من عدمه، وفي هذا المقال سوف نتناول هذه المسألة بالتفصيل، ونبين أدلة الفريقين، ونرجح الرأي الذي نراه أقرب إلى الصواب.

الأدلة على وجوب الغسل:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

– قال تعالى: ﴿وإن كنتم جنباً فاطهروا﴾ [المائدة: 6].

– وقال تعالى: ﴿ولا تقربوهن حتى يطهرن﴾ [البقرة: 222].

– والمراد بالجنابة في الآيتين هو خروج المني، ونبض الفرج نوع من خروج المني، فوجب الغسل منه.

2. الأدلة من السنة النبوية:

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل فرجه بيده اليسرى، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفاض على رأسه ثلاث حفنات من الماء، ثم غسل سائر جسده”.

– وهذا الحديث يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغسل فرجه عند الاغتسال من الجنابة، وهذا يدل على أن نبض الفرج يوجب الغسل.

3. الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

– عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “من نبض فرجه وجب عليه الغسل”.

– وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “إذا نبض الفرج وجب الغسل”.

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “إذا نبض الفرج وجب الغسل”.

– وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين قولهم بوجوب الغسل من نبض الفرج.

الأدلة على عدم وجوب الغسل:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

– قال تعالى: ﴿ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم﴾ [البقرة: 235].

– والمراد بالخطبة في الآية هو الكلام الذي يقال بين الرجل والمرأة بقصد الزواج، والمراد بالإكنان في الآية هو إضمار الكلام في النفس، ولا شك أن نبض الفرج ليس من الخطبة ولا من الإكنان، فلا يوجب الغسل.

2. الأدلة من السنة النبوية:

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم، ويمص لساني، وما أرى أنه كان يحدث نفسه بالجماع”.

– وهذا الحديث يدل على أن مجرد القبلة والمص لا يوجب الغسل، ونبض الفرج من هذا القبيل، فلا يوجب الغسل.

3. الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

– عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “لا غسل إلا من مني”.

– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “ليس على المرأة غسل إلا من ماء أو مني”.

– وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين قولهم بعدم وجوب الغسل من نبض الفرج.

الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو عدم وجوب الغسل من نبض الفرج، وذلك للأدلة التالية:

1. أن نبض الفرج ليس منيا، والموجب للغسل هو خروج المني.

2. أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يغتسل من نبض الفرج، ولم يأمر أحداً بذلك.

3. أن الصحابة والتابعين اختلفوا في وجوب الغسل من نبض الفرج، وهذا يدل على أن المسألة اجتهادية، وليس فيها نص قطعي.

الخاتمة:

وبناءً على ما سبق، فإننا نرجح القول بعدم وجوب الغسل من نبض الفرج، ولا حرج على من لم يغتسل منه.

أضف تعليق