مقدمة:
ليلة الإسراء والمعراج هي رحلة ليلية قام بها النبي محمد ﷺ من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم عرج به إلى السماوات العلى. وقد حدثت هذه الرحلة في السنة الثانية عشرة من البعثة، أي قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بعامين. وقد ذكر الله تعالى هذه الرحلة في سورة الإسراء، حيث قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَاۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
1. حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج:
اختلف العلماء في حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج، فمنهم من قال إنه سنة مؤكدة، ومنهم من قال إنه مستحب، ومنهم من قال إنه جائز. وقد استدل كل فريق بالأدلة الشرعية التي تدعم رأيه.
2. الأدلة على مشروعية صيام ليلة الإسراء والمعراج:
هناك عدد من الأدلة التي تدل على مشروعية صيام ليلة الإسراء والمعراج، منها:
– حديث أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “من صام يوم عاشوراء ويوم عرفة وليلة الإسراء والمعراج كان كصيام ستين سنة”.
– حديث أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: “صيام يوم عرفة يكفر سنتين، ويوم عاشوراء يكفر سنة، وليلة الإسراء والمعراج يكفر ألف سنة”.
– حديث عائشة، رضي الله عنها، أن النبي ﷺ كان يصوم يوم عاشوراء ويوم عرفة وليلة الإسراء والمعراج.
3. فضل صيام ليلة الإسراء والمعراج:
لصيام ليلة الإسراء والمعراج فضل كبير، وقد ذكر الله تعالى ذلك في سورة الإسراء، حيث قال: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَىٰ وَهَارُونَ أَنْ أَقِيمَا الصَّلَاةَ وَآتِيا الزَّكَاةَ وَأَصُومُوا فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [الإسراء: 110].
4. كيفية صيام ليلة الإسراء والمعراج:
طريقة صيام ليلة الإسراء والمعراج هي نفسها طريقة صيام أي يوم آخر من أيام السنة، حيث يمتنع المسلم عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
5. من يُسن له صيام ليلة الإسراء والمعراج:
يُسن صيام ليلة الإسراء والمعراج لكل مسلم قادر على الصيام، سواء أكان رجلاً أم امرأة، صغيراً أم كبيراً.
6. من يُكره له صيام ليلة الإسراء والمعراج:
يكره صيام ليلة الإسراء والمعراج للمريض الذي لا يقوى على الصيام، وللحامل والمرضعة إذا خافتا على أنفسهما أو على أولادهما من الصيام.
خاتمة:
صيام ليلة الإسراء والمعراج سنة مؤكدة أو مستحبة أو جائزة، وذلك حسب رأي العلماء. ولصيام هذه الليلة فضل كبير، حيث يكفر الله تعالى به الذنوب ويضاعف الحسنات. ويُسن صيام هذه الليلة לכל مسلم قادر على الصيام، ويكره صيامها للمريض والحامل والمرضعة إذا خافتا على أنفسهما أو على أولادهما من الصيام.