هل يجوز إخراج زكاة الفطر مالًا دار الإفتاء

هل يجوز إخراج زكاة الفطر مالًا دار الإفتاء

**مقدمة:**

زكاة الفطر هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وهي تجب على كل مسلم ومسلمة، ويثبت وجوبها بغروب شمس ليلة العيد، وتستمر إلى صلاة العيد، ويباح إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين.

**حكم إخراج زكاة الفطر مالًا:**

اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر مالًا، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر مالًا، بل يجب إخراجها طعامًا من الأصناف التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي: الشعير، والتمر، والزبيب، والأقط.

**الأدلة على عدم جواز إخراج زكاة الفطر مالًا:**

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أغنوهم في هذا اليوم”. ومعنى “أغنوهم” هو إعطاؤهم ما يكفيهم من الطعام، وهذا لا يتحقق بإخراج المال.

2- أن زكاة الفطر عبادة بدنية، ومعنى العبادة البدنية أنها عبادة لا يمكن أن يقوم بها إلا الإنسان ببدنه، ومن ذلك الصلاة والصيام والحج، وزكاة الفطر من العبادات البدنية، فلا يمكن إخراجها مالًا.

3- أن إخراج زكاة الفطر مالًا فيه مظنة الغرر، وذلك لأن قيمة المال متغيرة، وقد تختلف من شخص إلى آخر، وهذا قد يؤدي إلى التفاوت في إخراج زكاة الفطر بين الناس.

**القول بجواز إخراج زكاة الفطر مالًا:**

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز إخراج زكاة الفطر مالًا، ومنهم الإمام مالك، وابن حزم، وابن تيمية، وابن القيم. واستدلوا على ذلك بما يلي:

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد نوع الطعام الذي يجب إخراجه زكاة للفطر، وإنما ذكر الأصناف التي ذكرها على سبيل المثال لا الحصر.

2- أن إخراج زكاة الفطر مالًا أسهل وأيسر على الناس، خاصة في الدول التي لا تتوفر فيها الأصناف التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم.

3- أن إخراج زكاة الفطر مالًا يتيح للمسلمين التبرع بأموالهم للمشاريع الخيرية المختلفة، مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات.

**الراجح من القولين:**

الراجح من القولين هو القول بعدم جواز إخراج زكاة الفطر مالًا، وذلك للأدلة التي ذكرناها سابقًا.

**الخلاصة:**

زكاة الفطر هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي تجب على كل مسلم ومسلمة، ويجب إخراجها طعامًا من الأصناف التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز إخراجها مالًا.

أضف تعليق