هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

No images found for هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

هل يجوز إخراج الزكاة للأقارب؟

المقدمة:

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية مؤقتة واجبة على كل مسلم ومسلمة ممن ملكوا نصابا في مال معين، وتؤدى من النقود والذهب والفضة والأوراق النقدية التي تساوي قيمة النصاب، وتقدر بنسبة 2.5 ٪ من قيمة المال، وتوزع على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي سبيل الله والغارمين والرقاب وذوي القربى وابن السبيل، والمتفق عليه بين أهل العلم هو أنه لا يجوز إخراج الزكاة للأقارب، لذا في هذا المقال سنتحدث عن حكم إخراج الزكاة للأقارب، مستشهدين بالنصوص الشرعية الواردة في هذا الشأن، مع بيان أوجه الخلاف في هذا الموضوع، وبيان الفئات التي تستحق الزكاة.

أوجه الخلاف في جواز إخراج الزكاة للأقارب:

الرأي الأول: يرى أنه لا يجوز إخراج الزكاة للأقارب مطلقاً، مستندين إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرئ أن يعطي زكاته لذي رحمه”.

الرأي الثاني: يرى أنه يجوز إخراج الزكاة للأقارب الفقراء، مستندين إلى عموم أحاديث إخراج الزكاة إلى الفقراء، ولحديث “تصدقوا على أقاربكم”.

الرأي الثالث: يرى أنه يجوز إخراج الزكاة للأقارب مطلقاً، مستندين إلى أن الزكاة حق من حقوق الفقراء، ولا يمنع كون الأقارب فقراء من استحقاقهم لها.

الأدلة الشرعية على عدم جواز إخراج الزكاة للأقارب:

قوله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي سبيل الله وابن السبيل والغارمين والرقاب والمدينين”، وقد استثنى الله تعالى الأقارب من هذه الفئات.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي”، والمراد بالذي مرة السوي صاحب الحرفة الذي يستطيع الكسب والعمل.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرئ أن يعطي زكاته لذي رحمه”.

الأدلة الشرعية على جواز إخراج الزكاة للأقارب:

قوله تعالى: “وآتوا حقه يوم حصاده”، وقد أمر الله تعالى بإيتاء حق الفقراء والمساكين من الزكاة، ولو كانوا من الأقارب.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا على أقاربكم”، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتصدق على الأقارب، والزكاة نوع من الصدقة.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى”، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إخراج الزكاة من مال الغني، ولو كان من الأقارب.

من يستحق الزكاة؟

الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال الأساسي، وقد ورد في السنة النبوية تعريف الفقير بأنه “الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا قدرة له على اكتساب ما يكفيه”.

المساكين: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال الكماليات، وقد ورد في السنة النبوية تعريف المسكين بأنه “الذي لا يجد ما يقوته”.

العاملون عليها: وهم الذين يعملون على جمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها.

المؤلفة قلوبهم: وهم الذين يدعون إلى الإسلام أو يمنعون أذى المشركين عن المسلمين، وقد ورد في السنة النبوية تعريف المؤلفة قلوبهم بأنهم “الذين يعطون لعل قلوبهم تستألف بهم”.

في سبيل الله: والمراد به كل ما ينفق على الجهاد في سبيل الله، مثل شراء السلاح وتموين الجيوش.

الغارمون: وهم الذين عليهم دين لا يستطيعون سداده.

الرقاب: وهم الذين شروا أنفسهم أو غيرهم من العبودية.

ذوو القربى: وهم الأقارب الذين لهم صلة قرابة بالمسلم الذي يخرج الزكاة.

ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطعت به السبل ولم يجد ما ينفقه.

الخاتمة:

الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، ولها دور كبير في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتكافل المجتمع، وتخفيف حدة الفقر. وقد اختلف أهل العلم في جواز إخراج الزكاة للأقارب، وقد ذكرنا في هذا المقال أدلة الفريقين وأوجه الخلاف بينهما، وقد ذكرنا أيضاً الفئات التي تستحق الزكاة.

أضف تعليق