المقدمة:
زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم ومسلمة، تؤدى عن نفسه وعن كل من تلزمه نفقته من زوجة وأولاد وخدم، وذلك في نهاية شهر رمضان المبارك قبل صلاة العيد. وقد اختلف الفقهاء في جواز إخراج زكاة الفطر قبل حلول أول يوم من رمضان، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه. وفي هذا المقال، سوف نستعرض الأدلة الشرعية والأقوال الفقهية في هذا الموضوع، ونبين الراجح منها.
رأي القائلين بجواز إخراج زكاة الفطر قبل حلول رمضان:
1. الدليل من السنة النبوية:
– روى أبو داود والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة”.
– روى الدارقطني عن عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الإمام إلى الصلاة”.
2. الدليل من أقوال الصحابة والتابعين:
– روى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال: “كنا نخرج زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين”.
– روى ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير، أنه قال: “كان قوم يؤدون زكاة الفطر في شهر شعبان، وليس بذلك بأس”.
3. الدليل من القياس:
– زكاة الفطر صدقة واجبة، والصدقات يجوز إخراجها في أي وقت من السنة، وليس مقيدًا بإخراجها في شهر رمضان فقط.
رأي القائلين بمنع إخراج زكاة الفطر قبل حلول رمضان:
1. الدليل من السنة النبوية:
– روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير”.
– روى أبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الناس صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير”.
2. الدليل من أقوال الصحابة والتابعين:
– روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، وأمر بها أن تؤدى قبل صلاة العيد”.
– روى النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: “لا تصلح زكاة الفطر إلا أن تكون من قوت أهل البلد”.
3. الدليل من القياس:
– زكاة الفطر صدقة خاصة بشهر رمضان المبارك، وبالتالي لا يجوز إخراجها قبل حلول هذا الشهر.
الراجح من القولين:
الراجح من القولين هو القول بمنع إخراج زكاة الفطر قبل حلول شهر رمضان المبارك، وذلك للأدلة الشرعية الصحيحة التي تدل على ذلك. ومن أراد أن يتصدق قبل رمضان، فيجوز له أن يتصدق بصدقة التطوع، ولكن لا يجوز أن ينوي بها زكاة الفطر.
الخلاصة:
زكاة الفطر صدقة واجبة على كل مسلم ومسلمة، تؤدى عن نفسه وعن كل من تلزمه نفقته من زوجة وأولاد وخدم، وذلك في نهاية شهر رمضان المبارك قبل صلاة العيد. ولا يجوز إخراجها قبل حلول أول يوم من رمضان، وذلك للأدلة الشرعية الصحيحة التي تدل على ذلك.