المقدمة:
زكاة الفطر فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وهي من أركان الإسلام الخمسة، وقد أمر الله تعالى بها في كتابه العزيز، فقال: {وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم مقدار زكاة الفطر بصاع من تمر أو صاع من شعير، أو نصف صاع من قمح، أو نصف صاع من ذرة، وقد أجمع العلماء على وجوب زكاة الفطر على كل مسلم ومسلمة حر مكلف قادر على إخراجها.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر بالدين؟
اختلف العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر بالدين، فذهب جمهور العلماء إلى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر بالدين، وذلك لأن زكاة الفطر دين في ذمة المكلف، والدين لا يسقط بالدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل سلف في صدقة» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه]، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «لا تصلح الصدقة في الدين» [رواه البيهقي].
أدلة عدم جواز إخراج زكاة الفطر بالدين:
1. أن زكاة الفطر دين في ذمة المكلف، والدين لا يسقط بالدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل سلف في صدقة» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه].
2. أن زكاة الفطر حق للفقراء والمساكين، ولا يجوز إعطاؤهم ديناً بدلًا من مال، لأنهم يحتاجون إلى المال لينفقوه على أنفسهم وأهليهم.
3. أن إخراج زكاة الفطر بالدين يؤدي إلى تأخير أدائها عن وقتها المحدد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أدوا زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة» [رواه البخاري ومسلم].
أقوال العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر بالدين:
ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر بالدين، وذلك لأن زكاة الفطر دين في ذمة المكلف، والدين لا يسقط بالدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل سلف في صدقة» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه].
وذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر بالدين، وذلك إذا كان المكلف غير قادر على إخراجها نقدًا، أو إذا كان عليه دين حال، ولم يجد ما يسدده إلا بإخراج زكاة الفطر.
الراجح من أقوال العلماء:
الراجح من أقوال العلماء هو القول بأنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر بالدين، وذلك لأن زكاة الفطر دين في ذمة المكلف، والدين لا يسقط بالدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل سلف في صدقة» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه].
كيفية إخراج زكاة الفطر:
يجب على المكلف أن يخرج زكاة الفطر من أفضل ما يملك من الطعام، ويجوز إخراجها نقدًا بقيمتها، ويجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين.
فضل إخراج زكاة الفطر:
لإخراج زكاة الفطر فضل عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أدى زكاة الفطر قبل صلاة العيد فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات» [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه].
الخاتمة:
زكاة الفطر فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة، ولا يجوز إخراجها بالدين، ويجب إخراجها من أفضل ما يملك المكلف من الطعام، ويجوز إخراجها نقدًا بقيمتها، ويجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين، ولإخراج زكاة الفطر فضل عظيم.