هل يجوز الصلاة بوضوء واحد

هل يجوز الصلاة بوضوء واحد

مقدمة

الصلاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة يومية يؤديها المسلمون خمس مرات في اليوم. والوضوء هو شرط لصحة الصلاة، وهو عبارة عن غسل الوجه واليدين والمرفقين والرأس والقدمين. هل يجوز الصلاة بوضوء واحد؟ هذا السؤال مثير للجدل بين العلماء المسلمين، وقد اختلفوا فيه إلى ثلاثة أقوال:

الأول: جواز الصلاة بوضوء واحد لجميع الفرائض، وهذا مذهب الحنفية.

الثاني: جواز الصلاة بوضوء واحد للفرض الأول فقط، وهذا مذهب المالكية والشافعية.

الثالث: وجوب الوضوء لكل صلاة، وهذا مذهب الحنابلة.

أدلة القائلين بجواز الصلاة بوضوء واحد

استدل القائلون بجواز الصلاة بوضوء واحد لجميع الفرائض أو للفرض الأول فقط، بعدد من الأدلة، منها:

1- قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]. قالوا: الآية تدل على أن الوضوء واجب لصلاة واحدة، ولم تذكر تعدد الصلوات.

2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من توضأ على طهارة كتب له عشر حسنات». قالوا: الحديث يدل على أن الوضوء الواحد يكفي للصلاة، ولم يذكر تعدد الصلوات.

3- فعل النبي صلى الله عليه وسلم: فقد ثبت أنه صلى الصلوات الخمس بوضوء واحد.

أدلة القائلين بوجوب الوضوء لكل صلاة

استدل القائلون بوجوب الوضوء لكل صلاة، بعدد من الأدلة، منها:

1- قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]. قالوا: الآية تدل على وجوب الوضوء لكل صلاة، لأنها جاءت في معرض بيان كيفية الوضوء، ولم تذكر تعدد الصلوات.

2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحدث أحدكم في صلاته فليتوضأ وليعد الصلاة». قالوا: الحديث يدل على وجوب الوضوء لكل صلاة، لأن الحدث يبطل الوضوء، ويجب الوضوء بعده.

3- فعل النبي صلى الله عليه وسلم: فقد ثبت أنه توضأ لكل صلاة.

الراجح من الأقوال

الراجح من أقوال العلماء في هذه المسألة هو وجوب الوضوء لكل صلاة. وذلك لأن الأدلة الدالة على هذا القول أقوى من الأدلة الدالة على القولين الآخرين.

خاتمة

اتفق العلماء على أن الوضوء شرط لصحة الصلاة، واختلفوا في جواز الصلاة بوضوء واحد أم لا. والراجح من أقوالهم هو وجوب الوضوء لكل صلاة. وهذا هو مذهب الحنابلة، وهو قول قوي بالأدلة.

أضف تعليق