هل يجوز الفطر في صيام القضاء

هل يجوز الفطر في صيام القضاء

هل يجوز الفطر في صيام القضاء؟

مقدمة:

صيام القضاء هو صيام الأيام التي أفطرها المسلم في رمضان بعذر شرعي، كالمرض والسفر والحمل والرضاعة، وهو واجب على المسلم قضاؤها بعد زوال العذر، وقد اختلف الفقهاء في جواز الفطر في صيام القضاء، فذهب بعضهم إلى الجواز، وذهب آخرون إلى المنع، وفي هذا المقال سنستعرض الأدلة والأقوال في هذه المسألة.

أقوال الفقهاء في جواز الفطر في صيام القضاء:

القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه يجوز الفطر في صيام القضاء بعذر شرعي، كالمرض والسفر، واستدلوا بقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].

القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء من الحنفية إلى أنه لا يجوز الفطر في صيام القضاء بعذر شرعي، واستدلوا بقول الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

أدلة جواز الفطر في صيام القضاء:

الدليل الأول: قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]. وهذه الآية صريحة في جواز الفطر للمريض والمسافر، ولم يستثن الله تعالى صيام القضاء من ذلك.

الدليل الثاني: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أفطر يومًا في رمضان من غير رخصة، لم يقض عنه صيام الدهر، وإن صامه» رواه النسائي والبيهقي. وهذا الحديث يدل على أن من أفطر يومًا في رمضان بعذر شرعي، لا يجب عليه قضاؤه.

الدليل الثالث: أجمع الصحابة والتابعون على جواز الفطر في صيام القضاء بعذر شرعي، ولم ينقل عن أحد منهم خلاف في ذلك.

أدلة منع الفطر في صيام القضاء:

الدليل الأول: قال الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]. وهذه الآية صريحة في وجوب إتمام الصيام إلى الليل، ولم يستثن الله تعالى صيام القضاء من ذلك.

الدليل الثاني: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال، فقد صام الدهر» رواه مسلم. وهذا الحديث يدل على أن صيام القضاء ليس من صيام الدهر، ولا بد من قضائه بعد زوال العذر.

الدليل الثالث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر في رمضان تطوعًا أو مرضًا قضى» رواه البخاري ومسلم. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي الأيام التي أفطرها في رمضان تطوعًا أو مرضًا.

الحالات التي يجوز فيها الفطر في صيام القضاء:

يجوز الفطر في صيام القضاء في الحالات التالية:

المرض: إذا مرض المسلم مرضًا شديدًا لا يستطيع معه الصيام، جاز له الفطر وقضاء الأيام التي أفطرها بعد زوال المرض.

السفر: إذا سافر المسلم سفرًا طويلاً وشاقًا، جاز له الفطر وقضاء الأيام التي أفطرها بعد العودة من السفر.

الحمل والرضاعة: إذا كانت المرأة حاملاً أو مرضعًا، وجاز لها الفطر وقضاء الأيام التي أفطرتها بعد الولادة أو الفطام.

الأعذار التي لا تجيز الفطر في صيام القضاء:

لا يجوز الفطر في صيام القضاء في الحالات التالية:

العمل الشاق: لا يجوز للمسلم الفطر في صيام القضاء بسبب العمل الشاق، لأن العمل الشاق ليس عذرًا شرعيًا للفطر.

الامتحانات: لا يجوز للمسلم الفطر في صيام القضاء بسبب الامتحانات، لأن الامتحانات ليست عذرًا شرعيًا للفطر.

السياحة: لا يجوز للمسلم الفطر في صيام القضاء بسبب السياحة، لأن السياحة ليست عذرًا شرعيًا للفطر.

الخلاصة:

يجوز الفطر في صيام القضاء بعذر شرعي، كالمرض والسفر والحمل والرضاعة، ولا يجوز الفطر في صيام القضاء بدون عذر شرعي، ويجب على المسلم قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان بعد زوال العذر.

أضف تعليق