هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين؟
مقدمة:
زكاة الفطر هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم قادر. وقد حدد العلماء وقت أداء زكاة الفطر بأنه من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان إلى غروب شمس يوم العيد. فهل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين؟ وما هي الحكمة وراء تحديد هذا الوقت لأداء زكاة الفطر؟
حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين:
اختلف الفقهاء في حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين، واستدلوا على ذلك بما يلي:
الدليل الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدى زكاة الفطر قبل صلاة العيد فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات”، وهذا الحديث يدل على أن وقت أداء زكاة الفطر هو بعد صلاة العيد، وليس قبلها.
الدليل الثاني: قال ابن عمر رضي الله عنهما: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج زكاة الفطر يوم الفطر”، وهذا الحديث يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤدي زكاة الفطر يوم العيد، وليس قبل ذلك.
الدليل الثالث: قال الإمام النووي رحمه الله: “لا يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين، لأنها عبادة توقيتية بوقت معين، فلا يجوز تقديمها على وقتها”، وهذا هو الرأي الراجح في المذهب الشافعي.
حكمة تحديد وقت أداء زكاة الفطر:
حدد العلماء وقت أداء زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان إلى غروب شمس يوم العيد، وذلك لحكمة عظيمة التي نستعرض بعضها فيما يلي:
الحكمة الأولى: إظهار الفرح والسرور بالعيد، فإن أداء زكاة الفطر بعد صلاة العيد يكون أبلغ في إظهار الفرح والسرور بالعيد، لأنها تدل على أن المسلم قد أدى ركنًا من أركان الإسلام وأخرج صدقة من ماله.
الحكمة الثانية: إطعام الفقراء والمساكين، فإن أداء زكاة الفطر بعد صلاة العيد يكون أبلغ في إطعام الفقراء والمساكين، لأنهم يكونون في أشد الحاجة إلى الطعام بعد شهر رمضان المبارك.
الحكمة الثالثة: تطهير المسلم من الذنوب والخطايا، فإن أداء زكاة الفطر بعد صلاة العيد يكون أبلغ في تطهير المسلم من الذنوب والخطايا، لأنها تكون آخر عبادة يؤديها المسلم في شهر رمضان المبارك.
الخلاصة:
لا يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين، لأنها عبادة توقيتية بوقت معين، وحدد العلماء وقت أدائها من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان إلى غروب شمس يوم العيد، وذلك لحكمة عظيمة منها إظهار الفرح والسرور بالعيد، وإطعام الفقراء والمساكين، وتطهير المسلم من الذنوب