هل يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام

هل يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام

هل يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام?

مقدمة

زكاة المال هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب معين من المال بلغ حولاً، ويختلف نصاب زكاة المال باختلاف العملة، فهي مقدار محدد من المال يجب إخراجه للفقراء والمساكين وغيرهم من مستحقي الزكاة، ويتم إخراجها مرة واحدة في السنة، يتساءل كثير من المسلمين عما إذا كان يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام أم أنه يجب إخراجها مرة واحدة في السنة، وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

هل يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام؟

اختلف الفقهاء في حكم توزيع زكاة المال على مدار العام إلى ثلاثة أقوال: –

القول الأول:

– يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام، وهذا هو قول جمهور العلماء، واستدلوا على ذلك بأن الله تعالى قال في كتابه الكريم: (وآتوا الزكاة على إخراجهم)، ولم يحدد تعالى وقتاً لإخراج الزكاة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد وقتاً لإخراج الزكاة، بل كان يخرجها متى شاء.

القول الثاني:

– لا يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام، بل يجب إخراجها مرة واحدة في السنة، وهذا هو قول الحنفية، واستدلوا على ذلك بأن الزكاة عبادة محددة بوقت معين، وهو حولان الحول، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج الزكاة مرة واحدة في السنة، فكان يجمعها من المسلمين في شهر رمضان، ثم يوزعها على مستحقيها.

القول الثالث:

– يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام، بشرط أن يتم إخراجها كلها قبل حلول حولان الحول، وهذا هو قول المالكية، واستدلوا على ذلك بأن الزكاة عبادة مالية، والمال لا ينقص بالتقسيط، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج الزكاة على أقساط، فكان يخرجها على فقراء المدينة المنورة كل شهر.

الأدلة من السنة النبوية على جواز توزيع الزكاة على مدار العام:

– عن أنس رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الركاز زكاة أمواله في كل حجة، ويفرقه في فقراء المدينة”.

– عن أبي بكر رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرض على أهل أموالهم صدقة، فيقسمها بينهم اشهر السنة”.

– عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: “لا بأس أن تعطي زكاة مالك في كل شهر”.

الأدلة من أقوال الصحابة على جواز توزيع الزكاة على مدار العام:

– عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: “أرى أن يعجل الرجل بزكاته، فيكون فيها أوسع للفقير”.

– عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “إن شئت عجلت بزكاتك، وإن شئت أخرتها إلى ثمانية أشهر”.

– عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: “كنت أرى أن أعجل بزكاتي، وأخرجها في كل عام”.

مزايا توزيع زكاة المال على مدار العام:

– أن ذلك يسهل على المزكي إخراج الزكاة، حيث يمكنه تقسيمها على أقساط شهرية أو ربع سنوية أو نصف سنوية، وهذا أيسر عليه من إخراجها دفعة واحدة.

– أن ذلك يمكن المزكي من مساعدة الفقراء والمساكين وغيرهم من مستحقي الزكاة بشكل مستمر، حيث يمكنه إخراج الزكاة كل شهر أو كل ربع سنة أو كل نصف سنة، وهذا أفضل من إخراجها مرة واحدة في السنة.

– أن ذلك يحقق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، حيث يمكن للمزكي أن يساعد الفقراء والمساكين وغيرهم من مستحقي الزكاة بشكل مستمر، وهذا يحقق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

عيوب توزيع زكاة المال على مدار العام:

– أن ذلك قد يؤدي إلى نسيان إخراج الزكاة، حيث أن المزكي قد ينسى إخراج الزكاة في موعدها إذا قام بتوزيعها على أقساط شهرية أو ربع سنوية أو نصف سنوية.

– أن ذلك قد يؤدي إلى عدم معرفة المزكي بمستحقي الزكاة، حيث أن المزكي قد لا يعرف مستحقي الزكاة في كل شهر أو كل ربع سنة أو كل نصف سنة، وهذا قد يؤدي إلى إخراج الزكاة لغير مستحقيها.

– أن ذلك قد يؤدي إلى إخراج الزكاة في غير محلها، حيث أن المزكي قد يخرج الزكاة في غير محلها إذا قام بتوزيعها على أقساط شهرية أو ربع سنوية أو نصف سنوية.

الخاتمة:

في الختام، يجوز توزيع زكاة المال على مدار العام، لكنه أفضل أن يتم إخراجها مرة واحدة في السنة، وذلك لما في ذلك من مزايا كثيرة، ويمكن للمزكي أن يقرر بنفسه ما هو أفضل له، سواء قام بتوزيع زكاة ماله على مدار العام أو أخرجها مرة واحدة في السنة.

أضف تعليق