هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء

عنوان المقال: هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء؟

مقدمة:

شهر ذي الحجة من الأشهر المباركة التي فرض الله سبحانه وتعالى صيامها على المسلمين، وهو شهر الحج والعمرة والتقرب إلى الله تعالى بالعبادات والطاعات، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على صيام العشر من ذي الحجة، فهل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

الأحكام المتعلقة بصيام العشر من ذي الحجة:

أولاً: حكم صيام العشر من ذي الحجة:

1. صيام العشر من ذي الحجة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة منها: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر”.

2. صيام العشر من ذي الحجة مكمل لصيام رمضان، فهو فرصة لتعويض ما نقص من صيام رمضان بسبب الأعذار أو الكسل.

3. صيام العشر من ذي الحجة كفارة للذنوب، كما جاء في الحديث: “صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين”.

ثانياً: صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء:

1. صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء جائز ومجزئ عن القضاء، وذلك لأن صيام العشر من ذي الحجة سنة مؤكدة، فيجوز للمسلم أن ينوي به القضاء عن صوم رمضان أو عن صوم النذر أو الكفارات.

2. يبدأ وقت صيام العشر من ذي الحجة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويجوز للمسلم أن يفطر في أثناء اليوم إذا كان مريضاً أو مسافراً أو نحوهما.

3. لا يشترط لصيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء أن يكون المسلم صائماً العشر كاملة، بل يجوز له أن يصوم بعض الأيام وينوي بها القضاء عن صوم رمضان أو عن صوم النذر أو الكفارات.

ثالثاً: صيام يوم عرفة:

1. يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو يوم الحج الأكبر، ويستحب للمسلمين صيامه سواء كانوا حجاجاً أو غير حجاج.

2. صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، كما جاء في الحديث: “صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين”.

3. يجوز للمسلم أن ينوي بصيام يوم عرفة القضاء عن صوم رمضان أو عن صوم النذر أو الكفارات.

رابعاً: صيام يوم النحر:

1. يوم النحر هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى، ويحرم صيامه على الحجاج وغير الحجاج.

2. صيام يوم النحر من المحرمات التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله: “يوم النحر يوم أكل وشرب”.

3. يكره صيام يوم النحر للمسلم الذي لم يكن حاجاً، وذلك لأنه يوم عيد للمسلمين، ويوم فرح وسرور، ولا يجوز إفساده بالصيام.

خامساً: صيام أيام التشريق:

1. أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.

2. صيام أيام التشريق مكروه للمسلم الذي لم يكن حاجاً، وذلك لأنها أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى.

3. لا يجوز صيام أيام التشريق للحاج، وذلك لأنه مشغول بأعمال الحج، مثل رمي الجمرات وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة.

سادساً: صيام العشر من ذي الحجة للمرأة الحائض:

1. لا يجوز للمرأة الحائض صيام العشر من ذي الحجة، وذلك لأنها معذورة شرعاً، ولا يصح صيامها.

2. على المرأة الحائض أن تقضي أيام العشر من ذي الحجة بعد انقضاء حيضها، وذلك لأنها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

3. يجوز للمرأة الحائض أن تنوي بصيام العشر من ذي الحجة القضاء عن صوم رمضان أو عن صوم النذر أو الكفارات.

سابعاً: صيام العشر من ذي الحجة للمسافر:

1. يجوز للمسافر صيام العشر من ذي الحجة إذا كان قادراً على ذلك، ولا يشق عليه الصيام.

2. يشرع للمسافر أن يفطر في أثناء اليوم إذا كان يشق عليه الصيام، وذلك لأن الرخصة في الفطر للمسافر تشمل صيام العشر من ذي الحجة.

3. يجوز للمسافر أن يقضي أيام العشر من ذي الحجة بعد عودته من السفر، وذلك لأنها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الخاتمة:

يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء عن صوم رمضان أو عن صوم النذر أو الكفارات، ويبدأ وقت صيام العشر من ذي الحجة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويجوز للمسلم أن يفطر في أثناء اليوم إذا كان مريضاً أو مسافراً أو نحوهما، ولا يشترط لصيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء أن يكون المسلم صائماً العشر كاملة، بل يجوز له أن يصوم بعض الأيام وينوي بها القضاء عن صوم رمضان أو عن صوم النذر أو الكفارات.