الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن قراءة القرآن الكريم عبادة عظيمة، لها فضل كبير وثواب جزيل، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على قراءته وتدبره في كثير من الأحاديث، ومن المعلوم أن الطهارة شرط لصحة الصلاة، فهل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال؟
الأحكام المتعلقة بقراءة القرآن الكريم
وردت أحكام كثيرة تتعلق بقراءة القرآن الكريم، منها ما يتعلق بطريقة القراءة، ومنها ما يتعلق بمكان القراءة، ومنها ما يتعلق بحالة القارئ، ومنها ما يتعلق بما يجوز قراءته من القرآن الكريم.
مكان قراءة القرآن الكريم
يقصد بمكان قراءة القرآن الكريم المكان الذي يجوز فيه قراءته، فمن الأماكن التي يجوز فيها قراءة القرآن الكريم:
– المسجد: وهو أفضل الأماكن لقراءة القرآن الكريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فضل صلاة في جماعة على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وفضل صلاة في المسجد على صلاة في البيت بسبع وعشرين درجة”.
– البيت: يجوز قراءة القرآن الكريم في البيت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “بيوتكم خير لكم من مساجدكم”.
– الطريق: يجوز قراءة القرآن الكريم في الطريق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان له حاجة في غير معصية فليخرج في حاجته ولا يصرفنّه ذلك عن صلاة ولا عن ذكر الله عز وجل ولا عن تلاوة القرآن”.
– الأسواق: يجوز قراءة القرآن الكريم في الأسواق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا بأس أن يقرأ الرجل في السوق صدقة”.
حالة القارئ
يقصد بحالة القارئ الحالة التي يكون عليها القارئ عند قراءته للقرآن الكريم، فمن الأحكام المتعلقة بحالة القارئ:
– الطهارة: يشترط للصلاة الطهارة، والطهارة شرط لصحة الصلاة، وقد ورد في الحديث: “لا يقبل الله صلاة بغير طهور”.
– الاستقبال: يستحب للقارئ أن يستقبل القبلة عند قراءته للقرآن الكريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلوا إلى هذه القبلة”.
– الخشوع: يستحب للقارئ أن يخشع عند قراءته للقرآن الكريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا قرأ العبد القرآن وهو يخشع يسمع الله تعالى قراءته ويرضى عنه ويقول: عبدي أقبلت إلي بكتاب أرسلته إليك أن أسمعه منك فسمعتك آتيك وأنا كريم فإذا دعوتني أجبتك”.
ما يجوز قراءته من القرآن الكريم
يجوز قراءة أي جزء من القرآن الكريم، سواء كان قصار السور أو طوالها، سواء كان من السور المكية أو المدنية، وسواء كان من السور التي نزلت في أول الإسلام أو في آخره.
الخلاف بين العلماء في جواز قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال
اختلف العلماء في حكم قراءة القرآن الكريم بدون وضوء من الجوال، فذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال، لأن الجوال لا يعتبر مصحفًا، والمصحف هو الذي يجب الوضوء عند مسه.
وذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال، لأن الجوال يعتبر مصحفًا، والمصحف هو الذي يجب الوضوء عند مسه.
الأدلة على جواز قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال
استدل العلماء الذين أجازوا قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال بعدد من الأدلة، منها:
– أن الجوال لا يعتبر مصحفًا، والمصحف هو الذي يجب الوضوء عند مسه.
– أن قراءة القرآن الكريم من الجوال لا تعد مسًا للمصحف، لأن الجوال ليس مصحفًا.
– أن قراءة القرآن الكريم من الجوال لا تبطل الوضوء، لأن الوضوء لا يبطل إلا بوجود ناقض من نواقض الوضوء.
الأدلة على عدم جواز قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال
استدل العلماء الذين منعوا قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال بعدد من الأدلة، منها:
– أن الجوال يعتبر مصحفًا، والمصحف هو الذي يجب الوضوء عند مسه.
– أن قراءة القرآن الكريم من الجوال تعد مسًا للمصحف، لأن الجوال يعتبر مصحفًا.
– أن قراءة القرآن الكريم من الجوال تبطل الوضوء، لأن الوضوء يبطل بمجرد مس المصحف بدون وضوء.
الراجح من أقوال العلماء
الراجح من أقوال العلماء هو جواز قراءة القرآن الكريم بدون وضوء من الجوال، وذلك لأن الجوال لا يعتبر مصحفًا، والمصحف هو الذي يجب الوضوء عند مسه.
الخاتمة
اختلف العلماء في حكم قراءة القرآن الكريم بدون وضوء من الجوال، فذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز، وذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز. والراجح من أقوال العلماء هو جواز قراءة القرآن الكريم بدون وضوء من الجوال.