هل يجوز قراءة القرآن من الموبايل بدون و

هل يجوز قراءة القرآن من الموبايل بدون و

مقدمة

يعتبر القرآن الكريم هو الكتاب المقدس لدى المسلمين، وهو كلام الله المنزل على نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم -، وقد حفظه المسلمون جيلاً بعد جيل، وتوارثوه عن آبائهم وأجدادهم، وحرصوا على تعليمه لأبنائهم وبناتهم، وكانوا يتناقلونه بينهم في المصاحف المكتوبة بخط اليد، والتي كانت منتشرة بكثرة في العالم الإسلامي.

لكن مع ظهور التكنولوجيا الحديثة، والتقدم الذي شهده العالم في مجال الاتصالات، أصبحت هناك طرق جديدة لقراءة القرآن الكريم، ولعل أبرزها وأكثرها شيوعاً هو قراءة القرآن من الموبايل.

هل يجوز قراءة القرآن من الموبايل بدون وضوء؟

اختلف العلماء حول جواز قراءة القرآن الكريم من الموبايل بدون وضوء، فذهب بعضهم إلى جواز ذلك، واستدلوا على ذلك بأن قراءة القرآن الكريم من المصحف المكتوب بخط اليد لا تتطلب الوضوء، وأن الموبايل لا يختلف عن المصحف في هذا الأمر.

وذهب بعض العلماء الآخرين إلى عدم جواز ذلك، واستدلوا على ذلك بأن المصحف المكتوب بخط اليد هو المصحف الأصلي الذي نزل على النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأن قراءته تتطلب الوضوء، وأن الموبايل هو جهاز حديث لم يكن موجوداً في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز قراءة القرآن الكريم منه بدون وضوء.

أدلة جواز قراءة القرآن من الموبايل بدون وضوء

هناك العديد من الأدلة التي يستند إليها العلماء الذين يجيزون قراءة القرآن الكريم من الموبايل بدون وضوء، ومن أبرز هذه الأدلة:

أن قراءة القرآن الكريم عبادة، والوضوء شرط لصحة العبادات، لكن الوضوء ليس شرطاً لقراءة القرآن الكريم، إذ يجوز قراءته بدون وضوء، كما يجوز قراءته في حالة الجنابة.

أن الموبايل هو جهاز حديث لم يكن موجوداً في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم -، لكنه لا يختلف عن المصحف المكتوب بخط اليد في أنه يحتوي على نص القرآن الكريم، وبالتالي يجوز قراءة القرآن الكريم منه بدون وضوء.

أن قراءة القرآن الكريم من الموبايل هي من الأمور المستحدثة، والتي لم يرد فيها نص صريح من الكتاب أو السنة، وبالتالي يجوز قراءته بدون وضوء، كما يجوز قراءته في أي مكان وفي أي وقت.

أدلة عدم جواز قراءة القرآن من الموبايل بدون وضوء

هناك العديد من الأدلة التي يستند إليها العلماء الذين لا يجيزون قراءة القرآن الكريم من الموبايل بدون وضوء، ومن أبرز هذه الأدلة:

أن المصحف المكتوب بخط اليد هو المصحف الأصلي الذي نزل على النبي – صلى الله عليه وسلم -، وقراءته تتطلب الوضوء، والموبايل هو جهاز حديث لم يكن موجوداً في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز قراءة القرآن الكريم منه بدون وضوء.

أن قراءة القرآن الكريم من الموبايل قد تؤدي إلى عدم الاحترام للقرآن الكريم، إذ قد يتم قراءته في أماكن غير مناسبة، أو أثناء القيام بأعمال أخرى، وهذا من شأنه أن ينتقص من حرمة القرآن الكريم.

أن قراءة القرآن الكريم من الموبايل قد تؤدي إلى تشتيت الانتباه، إذ قد يتلقى القارئ رسائل أو مكالمات أثناء القراءة، وهذا من شأنه أن يمنعه من التركيز في قراءة القرآن الكريم.

الراجح في المسألة

الراجح في مسألة جواز قراءة القرآن الكريم من الموبايل بدون وضوء هو جواز ذلك، وذلك لأن قراءة القرآن الكريم عبادة، والوضوء شرط لصحة العبادات، لكن الوضوء ليس شرطاً لقراءة القرآن الكريم، إذ يجوز قراءته بدون وضوء، كما يجوز قراءته في حالة الجنابة.

آداب قراءة القرآن الكريم من الموبايل

هناك العديد من الآداب التي يجب مراعاتها عند قراءة القرآن الكريم من الموبايل، ومن أبرز هذه الآداب:

أن يكون القارئ على وضوء، وذلك لأن قراءة القرآن الكريم عبادة، والوضوء شرط لصحة العبادات.

أن يكون القارئ في مكان مناسب لقراءة القرآن الكريم، وأن يكون المكان هادئاً خالياً من الضوضاء.

أن يكون القارئ متوجهاً إلى القبلة عند قراءة القرآن الكريم، وذلك لأن التوجه إلى القبلة سنة مؤكدة عند قراءة القرآن الكريم.

أن يكون القارئ متدبراً لآيات القرآن الكريم، وأن يتفكر في معانيها ودلالاتها.

أن يكون القارئ معتدلاً في قراءته للقرآن الكريم، وأن لا يتسرع في قراءته ولا يبطئ فيها.

خاتمة

قراءة القرآن الكريم من الموبايل هي من الأمور المستحدثة، والتي لم يرد فيها نص صريح من الكتاب أو السنة، وبالتالي يجوز قراءته بدون وضوء، كما يجوز قراءته في أي مكان وفي أي وقت، لكن يجب مراعاة آداب قراءة القرآن الكريم عند قراءته من الموبايل.

أضف تعليق