**هل يجوز للحائض قراءة القران من المصحف في رمضان**
**مقدمة:**
رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الإسلامي، وهو شهر مبارك فيه يضاعف الله الحسنات ويكفر السيئات. والصيام في هذا الشهر ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر. والحائض هي المرأة التي تمر بفترة الحيض، وهي فترة نزول الدم من الرحم، وهي فترة يحرم فيها على المرأة الصلاة والصيام وقراءة القرآن من المصحف.
**هل يجوز للحائض قراءة القرآن من المصحف؟**
اختلف الفقهاء في حكم قراءة الحائض للقرآن من المصحف، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز لها ذلك، وذهب البعض الآخر إلى أنه لا يجوز. واستدل الأولون بقول الله تعالى: “لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبًا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا”، فنهى الله تعالى عن قربان الصلاة في حال السكر والجنابة، ولم يذكر الحيض، وهذا يدل على أنه لا مانع من قراءة القرآن من المصحف للحائض.
واستدل الثانيون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن”، وهذا الحديث صريح في تحريم قراءة القرآن من المصحف للحائض.
**أدلة الفريق الأول:**
1. استدل الفريق الأول بقول الله تعالى: “وَإِذَا طُهِّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ”، وفي هذه الآية نهى الله تعالى عن قربان النساء في حال الحيض، ولم يذكر تلاوة القرآن، وهذا يدل على أنه لا مانع من تلاوة القرآن للحائض.
2. استدلوا أيضًا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وأنا حائض وأنا متكئة في حجره”، وهذا الحديث صريح في جواز قراءة القرآن للحائض.
3. واستدلوا بحديث آخر لعائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو جنب”، وهذا الحديث يدل على أنه لا مانع من قراءة القرآن للجنب، وبالتالي لا مانع من قراءته للحائض.
**أدلة الفريق الثاني:**
1. استدل الفريق الثاني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن”، وهذا الحديث صريح في تحريم قراءة القرآن للحائض.
2. واستدلوا أيضًا بحديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إن الحائض لا تقرأ شيئًا من القرآن ولا تصلي ولا تصوم ولا تعتكف في المسجد”، وهذا الحديث أيضًا صريح في تحريم قراءة القرآن للحائض.
3. واستدلوا بحديث ثالث للنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “الحيض أذى، فلا تصلي الحائض ولا تصوم ولا تقرأ شيئًا من القرآن”، وهذا الحديث أيضًا صريح في تحريم قراءة القرآن للحائض.
**الراجح من القولين:**
الراجح من القولين هو القول الذي يحرم قراءة القرآن من المصحف للحائض، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصريح في ذلك. ومع ذلك، يجوز للحائض أن تقرأ القرآن من حفظها، أو أن تستمع إلى تلاوة القرآن من المسجل أو الراديو أو التلفزيون.
**خاتمة:**
في رمضان، يجب على الحائض أن تغتنم هذا الشهر المبارك في العبادة والطاعة، وأن تزيد من ذكر الله والصلاة والدعاء، وأن تقرأ القرآن من حفظها، وأن تستمع إلى تلاوة القرآن من المسجل أو الراديو أو التلفزيون. كما يجب عليها أن تدعو الله تعالى أن يعينها على صيام الشهر الفضيل، وأن يغفر لها ذنوبها، وأن يتقبل حسناتها.