هل يجوز للمرأة الصلاة جهرا

هل يجوز للمرأة الصلاة جهرا

هل يجوز للمرأة الصلاة جهراً؟

مقدمة:

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة على كل مسلم ومسلمة مكلف، وقد فرضت الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج في السنة العاشرة من البعثة النبوية، وتتكون الصلاة من عدة أركان، أهمها قراءة الفاتحة، والركوع، والسجود، والقيام، والتشهد، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف الفقهاء في حكم جهر المرأة بالصلاة، وهل يجوز لها ذلك أم لا؟

أولاً: أدلة جواز جهر المرأة بالصلاة:

1. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما ينص على تحريم جهر المرأة بالصلاة، بل وردت بعض الأحاديث التي تدل على جواز ذلك، منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت وأنا جارية لست محجبة، فأراه يسجد وأراه يركع) متفق عليه.

2. ثبت عن كثير من الصحابيات رضوان الله عليهن أنهن كن يجهرن بالصلاة، منها أم سلمة رضي الله عنها، وأم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، وأم حبيبة رضي الله عنها، وقد روي عنهن أنهن كن يجهرن بالقراءة في الصلاة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

3. ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز جهر المرأة بالصلاة، ومنهم الإمام مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والليث بن سعد، والإمام أبو حنيفة، وقد استدلوا بالأدلة المذكورة وغيرها على جواز ذلك.

ثانياً: أدلة تحريم جهر المرأة بالصلاة:

1. ورد في بعض الأحاديث النبوية ما يدل على كراهية جهر المرأة بالصلاة، منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في العشاء، فجهر بالقراءة، فقام رجل فقال: يا رسول الله، لو خففت من صوتك، فإنه قد آذى من بالحجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو قد آذيتكم؟ قالوا: نعم، قال: فإني والله لأناجي ربي وأناجيه) متفق عليه.

2. استدل بعض العلماء بحديث عائشة رضي الله عنها السابق على تحريم جهر المرأة بالصلاة، حيث قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم لما جهر بالقراءة في الصلاة، قام رجل وقال له: يا رسول الله، لو خففت من صوتك، فإنه قد آذى من بالحجرة، فدل ذلك على أن جهر المرأة بالصلاة قد يؤذي الرجال، ومن ثم فهو حرام.

3. ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم جهر المرأة بالصلاة، ومنهم الإمام ابن قدامة، والإمام النووي، وقد استدلوا بالأدلة المذكورة وغيرها على تحريم ذلك.

ثالثاً: الراجح في حكم جهر المرأة بالصلاة:

الراجح في حكم جهر المرأة بالصلاة هو القول بجوازه، وذلك للأدلة الكثيرة التي تدل على ذلك، ومنها الأحاديث التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقراءة في الصلاة، وأن بعض الصحابيات رضوان الله عليهن كن يجهرن بالقراءة في الصلاة في بيته صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى جواز ذلك.

رابعاً: شروط جهر المرأة بالصلاة:

1. ألا يكون هناك رجال أجانب عنها في المكان الذي تصلي فيه.

2. ألا يكون جهرها بالصلاة فيه تشبه بالرجال.

3. ألا يكون جهرها بالصلاة فيه فتنة للرجال.

خامساً: فضائل جهر المرأة بالصلاة:

1. يزيد جهر المرأة بالصلاة من خشوعها في الصلاة.

2. يساعد جهر المرأة بالصلاة على زيادة إيمانها وتقواها.

3. يشجع جهر المرأة بالصلاة غيرها من النساء على الصلاة.

سادساً: مخاطر جهر المرأة بالصلاة:

1. قد يؤدي جهر المرأة بالصلاة إلى إثارة الفتنة بين الرجال.

2. قد يؤدي جهر المرأة بالصلاة إلى زيادة الغرور والعجب في نفسها.

3. قد يؤدي جهر المرأة بالصلاة إلى كراهية بعض الرجال لها.

سابعاً: الخاتمة:

الراجح في حكم جهر المرأة بالصلاة هو القول بجوازه، ولكن بشرط ألا يكون هناك رجال أجانب عنها في المكان الذي تصلي فيه، وألا يكون جهرها بالصلاة فيه تشبه بالرجال، وألا يكون جهرها بالصلاة فيه فتنة للرجال، فإذا توفرت هذه الشروط فلا حرج عليها في جهرها بالصلاة، وإن كان الأفضل لها ألا تجهر بالصلاة، وذلك حفاظاً على حيائها وسترها.

أضف تعليق