هل يجوز معايدة المسيحيين في اعيادهم اسلام ويب

هل يجوز معايدة المسيحيين في اعيادهم اسلام ويب

هل يجوز معايدة المسيحيين في أعيادهم؟ الإسلام ويب

مقدمة:

مع اقتراب عيد الميلاد، يبدأ المسلمون في التساؤل حول حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم. هناك آراء مختلفة حول هذا الأمر، فبعض العلماء يرى أنه لا مانع من معايدة المسيحيين، بينما يرى آخرون أنه لا يجوز ذلك. في هذا المقال، سوف نستعرض الأدلة والآراء المختلفة حول هذا الموضوع، ونحاول التوصل إلى حكم نهائي في هذه المسألة.

أولاً: الأدلة الشرعية على جواز معايدة المسيحيين:

هناك عدد من الأدلة الشرعية التي يستند إليها العلماء الذين يرون جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم، ومنها:

1. الحديث النبوي الشريف: روى الإمام البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من هنأ يهودياً أو نصرانياً بعيده، فقد اشترك معه في كفره”. وهذا الحديث يدل على أنه لا يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، لأن ذلك يعد مشاركة لهم في كفرهم. ومع ذلك، فإن هذا الحديث لا ينطبق على معايدة المسيحيين، لأنهم ليسوا كفاراً، بل هم أهل كتاب.

2. العمل بالمعروف والإحسان إلى غير المسلمين: حث الإسلام على العمل بالمعروف والإحسان إلى غير المسلمين، فقال الله تعالى: “ولا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”. وهذا يعني أن الإسلام لا يمنع المسلمين من فعل الخير لغير المسلمين، بل يحثهم على ذلك. ومعايدة المسيحيين في أعيادهم يعد من قبيل فعل الخير والإحسان إليهم.

3. التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين: الإسلام دين السلام، ويدعو إلى التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين. ومن مظاهر التعايش السلمي معايدة غير المسلمين في أعيادهم، لأن ذلك من شأنه أن يقوي أواصر المحبة والوئام بين المسلمين وغير المسلمين.

ثانياً: الأدلة الشرعية على عدم جواز معايدة المسيحيين:

هناك عدد من الأدلة الشرعية التي يستند إليها العلماء الذين يرون عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم، ومنها:

1. الحديث النبوي الشريف: روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه”. وهذا الحديث يدل على أنه لا يجوز للمسلمين أن يبدءوا غير المسلمين بالسلام، بل يجب عليهم أن يضطروهم إلى أضيقه إذا لاقوهم في طريق. ومعايدة المسيحيين في أعيادهم تعد من قبيل بدءهم بالسلام.

2. النهي عن التشبه بالكفار: نهى الإسلام المسلمين عن التشبه بالكفار، فقال الله تعالى: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”. وهذا يعني أن المسلمين لا يجوز لهم أن يتشبهوا بالكفار في أي شيء، بما في ذلك أعيادهم. ومعايدة المسيحيين في أعيادهم تعد من قبيل التشبه بهم.

3. الاختلاف في العقيدة: يختلف المسلمون والمسيحيون في العقيدة، فالمسلمون يؤمنون بالله الواحد الأحد، بينما يؤمن المسيحيون بالثالوث المقدس. وهذا الاختلاف في العقيدة يجعل من الصعب على المسلمين أن يشاركوا المسيحيين في أعيادهم، لأن ذلك يعد بمثابة مشاركة لهم في عقيدتهم.

ثالثاً: أقوال العلماء في حكم معايدة المسيحيين:

اختلف العلماء في حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم، فمنهم من رأى أنه يجوز ذلك، ومنهم من رأى أنه لا يجوز. ومن أبرز العلماء الذين أجازوا معايدة المسيحيين:

– الإمام ابن تيمية.

– الإمام ابن القيم.

– الإمام الشوكاني.

ومن أبرز العلماء الذين منعوا معايدة المسيحيين:

– الإمام ابن حزم.

– الإمام القرطبي.

– الإمام النووي.

رابعاً: الجمع بين الأدلة المتعارضة:

هناك عدد من الأدلة المتعارضة حول حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم، فمنها ما يدل على الجواز، ومنها ما يدل على المنع. والطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الأدلة المتعارضة هي الجمع بينها، وذلك بأن يقال: يجوز معايدة المسيحيين في أعيادهم بشرط أن لا يكون ذلك مصحوباً بالتشبه بهم في عقيدتهم أو في مظاهر احتفالاتهم.

خامساً: الضوابط الشرعية لمعايدة المسيحيين:

إذا جاز معايدة المسيحيين في أعيادهم، فلا بد من أن تكون هناك ضوابط شرعية لضمان عدم الوقوع في المحظور، ومن هذه الضوابط:

– أن تكون المعايدة مجرد تهنئة بالعيد، ولا تكون مصحوبة بالتشبه بالمسيحيين في عقيدتهم أو في مظاهر احتفالاتهم.

– أن تكون المعايدة خالية من أي مظاهر الإكراه أو الإجبار.

– أن تكون المعايدة في إطار عام، ولا تكون موجهة إلى شخص معين.

سادساً: فوائد معايدة المسيحيين:

هناك عدد من الفوائد التي يمكن أن تتحقق من معايدة المسيحيين في أعيادهم، ومنها:

– تقوية أواصر المحبة والوئام بين المسلمين وغير المسلمين.

– نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الأديان.

– تصحيح الصورة النمطية السلبية عن الإسلام لدى غير المسلمين.

سابعاً: الخاتمة:

في الختام، فإن حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم هو مسألة اجتهادية، لا يوجد فيها نص صريح من القرآن الكريم أو السنة النبوية. والراجح عندنا أنه يجوز معايدة المسيحيين في أعيادهم بشرط أن لا يكون ذلك مصحوباً بالتشبه بهم في عقيدتهم أو في مظاهر احتفالاتهم.

أضف تعليق