هل يجوز معايدة المسيحيين في اعيادهم

هل يجوز معايدة المسيحيين في اعيادهم

هل يجوز معايدة المسيحيين في أعيادهم؟

مقدمة:

مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، يثار تساؤل مهم حول حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم. هل يجوز للمسلمين معايدة المسيحيين؟ وما هي آراء العلماء في هذا الأمر؟ في هذا المقال، سنتناول حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم، مستندين إلى الأدلة الشرعية وآراء العلماء.

1. حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم:

1.1. رأي جمهور العلماء:

يرى جمهور العلماء أنه لا يجوز للمسلمين معايدة المسيحيين في أعيادهم، لأن هذه الأعياد من شعائر الكفر والشرك، ومعايدتهم فيها يعد إقرارًا لهم على ذلك. وقد استدلوا على هذا الرأي بقول الله تعالى: “وَلَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُ”، وقوله تعالى: “وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا تَنْفَعُهُمْ وَلَا تَضُرُّهُمْ، وَقَالُوا هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ”.

1.2. رأي بعض العلماء:

يذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز للمسلمين معايدة المسيحيين في أعيادهم، وذلك من باب البر والمسالمة لا من باب الإقرار لهم على دينهم. وقد استدلوا على هذا الرأي بقول الله تعالى: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.

1.3. الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم، وذلك لأن هذه الأعياد من شعائر الكفر والشرك، ومعايدتهم فيها يعد إقرارًا لهم على ذلك. وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

2. الأدلة الشرعية على عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم:

2.1. الأدلة من القرآن الكريم:

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم، ومن هذه الآيات:

– قوله تعالى: “وَلَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُ”، وقوله تعالى: “وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا تَنْفَعُهُمْ وَلَا تَضُرُّهُمْ، وَقَالُوا هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ”.

2.2. الأدلة من السنة النبوية:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تدل على عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم، ومن هذه الأحاديث:

– قوله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من أهدى إلى مشرك هدية في عيده فقد أشرك في شركه”.

2.3. الأدلة من إجماع العلماء:

أجمع العلماء على عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم، وهذا الإجماع يعد حجة شرعية يجب العمل بها.

3. الحكمة من عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم:

3.1. حفظ العقيدة الإسلامية:

إن معايدة المسيحيين في أعيادهم يعد من قبيل الإقرار لهم على دينهم، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين.

3.2. عدم التشبه بالكفار:

إن معايدة المسيحيين في أعيادهم يعد من قبيل التشبه بهم، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى دخول الشركيات والبدع إلى المجتمع المسلم.

3.3. عدم إثارة الفتنة:

إن معايدة المسيحيين في أعيادهم من شأنه أن يثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المجتمع.

4. البدائل المشروعة لمعايدة المسيحيين:

4.1. دعوتهم إلى الإسلام:

بدلاً من معايدة المسيحيين في أعيادهم، يمكن للمسلمين دعوتهم إلى الإسلام، وهذا من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم تجاه غير المسلمين.

4.2. التعاون معهم في المصالح المشتركة:

يمكن للمسلمين التعاون مع المسيحيين في المصالح المشتركة، مثل التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين المسلمين والمسيحيين.

4.3. إقامة الحوار معهم:

يمكن للمسلمين إقامة الحوار مع المسيحيين، وذلك من أجل تبادل الآراء والأفكار، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز التفاهم والاحترام بين المسلمين والمسيحيين.

5. موقف أهل الكتاب من معايدة المسلمين:

5.1. موقفهم من معايدة المسلمين في أعيادهم:

يرى أهل الكتاب أن معايدة المسلمين لهم في أعيادهم تعد من قبيل الاحترام والتقدير، ويرحبون بهذا الأمر.

5.2. موقفهم من معايدة المسلمين في أعيادهم:

لا يرى أهل الكتاب أن معايدة المسلمين لهم في أعيادهم تعد من قبيل الإقرار لهم على دينهم، بل يرون أن هذا الأمر من قبيل البر والمسالمة.

5.3. موقفهم من الحوار مع المسلمين:

يرى أهل الكتاب أن الحوار مع المسلمين من أفضل الوسائل لتعزيز التفاهم والاحترام بين المسلمين والمسيحيين.

6. خلاصة القول:

يجمع العلماء على أن معايدة المسيحيين في أعيادهم لا يجوز، مستندين في ذلك إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وإجماع العلماء. ويرون أن الأعياد المسيحية من قبيل الشعائر الدينية التي لا يجوز للمسلمين المشاركة فيها، لما في ذلك من إقرار للمشركين على دينهم. وينصح العلماء المسلمين بالابتعاد عن المشاركة في هذه الأعياد، واستبدالها بالدعوة إلى الإسلام والتعاون مع المسيحيين في المصالح المشتركة وإقامة الحوار معهم.

7. خاتمة:

إن حكم معايدة المسيحيين في أعيادهم هو مسألة خلافية بين العلماء، حيث يرى جمهور العلماء أنه لا يجوز معايدتهم، بينما يرى بعض العلماء أنه يجوز ذلك من باب البر والمسالمة. والراجح في المسألة هو عدم جواز معايدة المسيحيين في أعيادهم، لما في ذلك من إقرار لهم على دينهم. وينصح العلماء المسلمين بالابتعاد عن المشاركة في هذه الأعياد، واستبدالها بالدعوة إلى الإسلام والتعاون مع المسيحيين في المصالح المشتركة وإقامة الحوار معهم.

أضف تعليق