مقدمة:
تعتبر مكالمة الحبيب من الأمور التي تشغل بال الكثير من الأشخاص، لا سيما في المجتمعات العربية، التي توجد بها العديد من العادات والتقاليد التي تحكم العلاقات بين الجنسين. وفي هذا المقال، سنتناول حكم مكالمة الحبيب في الإسلام، وسنناقش مختلف الآراء حول هذا الموضوع، ونستعرض الأدلة الشرعية التي تدعم كل رأي.
1. حكم مكالمة الحبيب في الإسلام:
اختلف أهل العلم في حكم مكالمة الحبيب في الإسلام، فمنهم من حرمها مطلقًا، ومنهم من أجازها بشرط ألا تؤدي إلى الفتنة أو الوقوع في الحرام.
أولاً: القول بتحريم مكالمة الحبيب مطلقًا:
يذهب بعض العلماء إلى تحريم مكالمة الحبيب مطلقًا، مستدلين بعدة أدلة شرعية، منها:
– قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}. (الأحزاب: 53)
– قوله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا} (الأحزاب: 32).
– قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم”. (رواه البخاري ومسلم).
ثانيًا: القول بإباحة مكالمة الحبيب بشرط ألا تؤدي إلى الفتنة أو الوقوع في الحرام:
يذهب جمهور العلماء إلى إباحة مكالمة الحبيب بشرط ألا تؤدي إلى الفتنة أو الوقوع في الحرام، مستدلين بعدة أدلة شرعية، منها:
– قوله تعالى: {فَإِذَا تَقَضَتِ الْعِدَّةُ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ أَن يُنْكِحْنَ أَنْفُسَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. (البقرة: 235)
– قوله صلى الله عليه وسلم: “ليس على المسلم في صلاته شيء إذا حدثه أحد أو سأله حاجة”. (رواه أبو داود والترمذي).
– قوله صلى الله عليه وسلم: “إن المرأة إذا سمعت صوت الرجل الأجنبي، انبعث الشيطان بينهما”. (رواه الحاكم والبيهقي).
2. شروط مكالمة الحبيب في الإسلام:
إذا أجيزت مكالمة الحبيب في الإسلام، فلا بد من مراعاة بعض الشروط، منها:
– ألا تكون المكالمة خلوة بين الرجل والمرأة، بل يجب أن يكون هناك محرم حاضر.
– ألا تكون المكالمة طويلة أو متكررة، بحيث تؤدي إلى الفتنة أو الوقوع في الحرام.
– ألا تتضمن المكالمة أي كلام محرم، مثل الغزل أو المداعبة أو التغزل.
– ألا تكون المكالمة سببًا لإثارة المشاكل بين الحبيب وحبيبته أو بينهما وبين أهاليهم.
3. فوائد مكالمة الحبيب في الإسلام:
إذا تم مراعاة الشروط السابقة، فإن مكالمة الحبيب في الإسلام لها العديد من الفوائد، منها: