هل يجوز وصل صيام شعبان برمضان

هل يجوز وصل صيام شعبان برمضان

مقدمة

صوم شعبان هو صوم تطوعي يندب المسلمون إلى صيامه في الشهر الثامن من السنة الهجرية، الذي يسبق شهر رمضان المبارك. وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصوم شعبان، وكان يغلب عليه صيام الثمانية الأيام الأخيرة منه، وقد حث أصحابه على صيامه، وبين لهم فضله وأجره العظيم. وصيام شعبان من المستحبات المشروعة، فإن صامه المسلم تطوعاً لله -عز وجل- كان له فضل عظيم وأجر كبير، وأما لو أفطره فإنه لا تثريب عليه ولا حرج.

ما حكم وصل صيام شعبان برمضان؟

اتفق الفقهاء على أن صيام شعبان من السنن المؤكدة، وأنه لا يجوز صيام شعبان مع رمضان، أي لا يجوز وصل صيامه بصيام رمضان، فإن اليوم الأخير من شعبان لا يجوز صيامه، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا تصوموا يوم الشك”، ويوم الشك هو اليوم الذي يقع بين شهري شعبان ورمضان، وهو اليوم الثلاثون من شعبان، فإن ثبت دخول شهر رمضان صام المسلم، وإن لم يثبت جاز له أن يصوم أو يفطر، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم رجلاً قائماً، وفي يده حبل ممدود طرفاه إلى السماء، فقال: “هذا شهر رمضان قد أقبل، حتى إذا دخل في السماء قبضه، وقال: قد ذهب رمضان، ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “فرأيته في النوم ليلة أخرى وهو قائم، وفي يده حبل طرفاه إلى السماء، فقبض طرفاً منه، وأرسل الآخر، وقال: هذا شعبان، قد أقبل، حتى إذا دخل في السماء قبضه، وقال: قد ذهب شعبان”.

دليل تحريم صيام اليوم الأخير من شعبان

وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين”، قال بعض العلماء: “إلا أن يكون قد تعود صوم يومي الاثنين والخميس، فيصومهما لا أنه يصومهما قضاءً لرمضان”. قال النووي: “ويحرم صيام اليوم الأخير من شعبان مطلقاً بنفسه من غير تقديمه على رمضان، والسنة الإفطار يوم الشك من شعبان، وهذا حكم متفق عليه بين العلماء”، وقال ابن المنذر: “أجمع أهل العلم على أن صيام اليوم الأخير من شعبان مكروه، وروي عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا يكرهون صيام اليوم الأخير من شعبان، منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وعلي بن أبي طالب، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله”.

من السنن التي تفعل في شعبان

صيام شعبان من السنن المؤكدة، واختلف الفقهاء في تحديد أيامه التي يستحب صيامها، فمنهم من قال أنه يستحب صيام أول شعبان، ومنهم من قال أنه يستحب صيام منتصفه، ومنهم من قال يستحب صيام آخره، ومنهم من قال أنه يستحب صيام أول شعبان ومنتصفه وآخره، وقال الإمام النووي: “يستحب صوم شعبان كله أو أكثره، لما ثبت في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لصحابته: “إذا دخل شعبان فلا تصوموا منه إلا قليلاً”، قال الإمام النووي: “قليلاً: أي من أوله أو وسطه أو آخره، ويندب أن لا يصوم إلا شيئاً قليلاً، نحو عشرة أيام” وقال الإمام ابن قدامة: “صيام شعبان كله أو أكثره مستحب مطلقاً، لظاهر قوله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا دخل شعبان فلا تصوموا منه إلا قليلاً”، فمعناه: أنه يحصل بالصوم القليل منه فضيلة، فعلم أنه يسن صيامه”.

هل يجوز صيام شعبان لمن عليه قضاء رمضان؟

يجوز لمن عليه قضاء رمضان صيام شعبان، ولا حرج عليه في ذلك، لأن قضاء رمضان لا يتعارض مع صيام شعبان، إذ أن صيام شعبان من السنن المؤكدة، وقضاء رمضان من الفرائض التي تجب على المسلم، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر شرعي، فإذا كان المسلم عليه قضاء رمضان فيجوز له أن يصوم شعبان تطوعاً لله -عز وجل- مع قضاء رمضان، ولا حرج عليه في ذلك، بل إنه يكون قد جمع بين فضيلة صيام شعبان وفضيلة قضاء رمضان، فإن صيام شعبان من السنن المؤكدة، وقضاء رمضان من الفرائض التي تجب على المسلم، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر شرعي.

فضل صيام شعبان

إن لصيام شعبان فضلاً وأجراً عظيمين، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صام شعبان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من صام شعبان لقي الله -عز وجل- وهو عنه راضٍ”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “صوم ثلاثة أيام من كل شهر، صوم يومين من شعبان ويوم من الجمعة، فإنه يعدل صيام الدهر”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ما من عبد يصوم يوماً من شعبان، إلا كتب الله له صيام ستين شهراً”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “صوم شعبان تطوعاً يكفر ذنوب السنة الماضية”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من صام شعبان حتى يرى هلال رمضان غفر له ذنوب السنة الماضية”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “صيام شعبان تطوعاً يرفع صاحبه إلى أعلى عليين، ويباعد عنه حر جهنم”.

فضل قضاء رمضان

إن لقضاء رمضان فضلاً وأجراً عظيمين، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الصيام جنة من النار”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الصيام نصف الصبر”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الصيام صبر، والصدقة صدقة”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الصيام عبادة، والصلاة عبادة، والصدقة عبادة”.

خاتمة

صيام شعبان من السنن المؤكدة التي يستحب للمسلم الإكثار منها، وصيام يوم الشك من شعبان حرام، وصيام شعبان كله أو أكثره مستحب مطلقاً، ويجوز لمن عليه قضاء رمضان صيام شعبان، ولصيام شعبان فضل وأجر عظيمين، كما أن لقضاء رمضان فضلاً وأجراً عظيمين.

أضف تعليق