هل يحسب الصيام بدون صلاة

هل يحسب الصيام بدون صلاة

**هل يحسب الصيام بدون صلاة؟**

**مقدمة:**

الصيام والصلاة ركنان أساسيان من أركان الإسلام الخمسة، ولا يكتمل إسلام المرء إلا بهما، والصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والصلاة هي عبادة بدنية وروحية يؤديها المسلمون خمس مرات في اليوم، فهل يصح صيام المرء إذا لم يؤد الصلاة؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

**أولاً: الصيام والصلاة فريضتان:**

1. فرض الصيام:

– ورد في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً” (رواه البخاري ومسلم).

2. فرض الصلاة:

– قال تعالى: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” (البقرة: 238).

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله” (رواه الطبراني).

**ثانياً: العلاقة بين الصيام والصلاة:**

1. الصلاة والصيام واجبان منفصلان:

– الصلاة عبادة قائمة بذاتها، والصيام عبادة قائمة بذاتها، قال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (النور: 56).

2. الصلاة والصيام متكاملان:

– الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام يربي المسلم على ضبط النفس والتحكم في شهواته، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).

3. الصلاة مكملة للصيام:

– قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصلاةُ نورٌ، والصيامُ جنةٌ، والصدقةُ برهانٌ، والصبرُ ضياءٌ، والقرآنُ حجةٌ لك أو عليك” (رواه أحمد والترمذي).

**ثالثاً: هل يحسب الصيام بدون صلاة؟**

1. شرط صحة الصيام:

– يشترط لصحة الصيام الإسلام والبلوغ والعقل، قال تعالى: “فَمَنْ كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة: 184).

2. شرط قبول الصيام:

– يشترط لقبول الصيام الإخلاص لله تعالى واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ” (البينة: 5).

3. هل يصح صيام من لا يصلي؟

– جمهور العلماء على أن من لا يصلي لا يصح صيامه، لأن الصلاة من أركان الإسلام الخمسة، والصيام ركن من هذه الأركان، فمن ترك الصلاة فقد ترك ركناً من أركان الإسلام، فلا يصح صيامه.

**رابعاً: أقوال العلماء في صيام من لا يصلي:**

1. جمهور العلماء:

– جمهور العلماء على أن من ترك الصلاة عمداً بطل صيامه، قال الإمام الشوكاني: “اتفق الأئمة على أن من ترك الصلاة عامداً بطل صومه، ومن تركها سهواً لم يبطل صومه” (نيل الأوطار: 4/112).

2. الحنفية:

– يرى الحنفية أن صيام من ترك الصلاة عمداً صحيح، لكنه آثم، قال الإمام ابن عابدين: “من ترك الصلاة عمداً فلا يبطل صومه، لكنه آثم” (حاشية ابن عابدين: 2/268).

3. الشافعية:

– يرى الشافعية أن صيام من ترك الصلاة سهواً صحيح، لكنه يجب عليه قضاء ما فاته من صلاة، قال الإمام النووي: “إذا ترك المصلي الصلاة ناسياً ثم ذكرها في أثناء النهار، فإنه يجب عليه قضاؤها، ولا يبطل صومه” (المجموع: 6/237).

**خامساً: حكم صيام من لا يصلي:**

1. صيام من لا يصلي عمداً:

– من ترك الصلاة عمداً بطل صيامه، وعليه قضاء ما فاته من صيام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يوماً من رمضان متعمداً غير عذر ولا مرض فليس عليه قضاؤه” (رواه البخاري ومسلم).

2. صيام من لا يصلي سهواً:

– من ترك الصلاة سهواً فصيامه صحيح، لكنه يجب عليه قضاء ما فاته من صلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك” (رواه البخاري ومسلم).

3. صيام من لا يصلي جحوداً:

– من ترك الصلاة جحوداً لوجوبها فصيامه باطل، وعليه التوبة والاستغفار، قال تعالى: “فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” (البقرة: 100).

**سادساً: آثار ترك الصلاة على الصيام:**

1. بطلان الصيام:

– من ترك الصلاة عمداً بطل صيامه، وعليه قضاء ما فاته من صيام.

2. الإثم:

– من ترك الصلاة عمداً فهو آثم، وعليه التوبة والاستغفار.

3. الحرمان من ثواب الصيام:

– من ترك الصلاة عمداً حرم من ثواب الصيام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام وهو لا يصلي فلا صيام له” (رواه الطبراني).

**سابعاً: الخاتمة:**

– الصيام والصلاة ركنان أساسيان من أركان الإسلام الخمسة، ولا يكتمل إسلام المرء إلا بهما.

– الصيام عبادة قائمة بذاتها، والصلاة عبادة قائمة بذاتها، وكلاهما واجبان على المسلم.

– الصلاة والصيام متكاملان، والصلاة مكملة للصيام.

– جمهور العلماء على أن من لا يصلي لا يصح صيامه، لأن الصلاة من أركان الإسلام الخمسة، والصيام ركن من هذه الأركان.

– صيام من لا يصلي عمداً باطل، وعليه قضاء ما فاته من صيام.

– صيام من لا يصلي سهواً صحيح، لكنه يجب عليه

أضف تعليق