هل ينفع الكافر عمله الصالح

هل ينفع الكافر عمله الصالح

المقدمة:

إن مسألة نفع الكافر لعمله الصالح من المسائل الخلافية بين المسلمين، حيث ذهب فريق إلى أنه ينفعه عمله الصالح في الدنيا فقط، بينما ذهب فريق آخر إلى أنه لا ينفعه عمله الصالح لا في الدنيا ولا في الآخرة.

1. الأدلة من القرآن الكريم:

أ) قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [النور: 39].

ب) قال تعالى: (فَمَنْ أَنْصَفُ مِنَ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [يوسف: 40].

ج) قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) [غافر: 40].

2. الأدلة من السنة النبوية:

أ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من مات وهو يعبد غير الله دخل النار”.

ب) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال لا إله إلا الله دخل الجنة”.

ج) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن دخل الجنة”.

3. الأدلة العقلية:

أ) إن الكافر الذي يعمل أعمالاً صالحة لا يكون مؤمناً، والمؤمن هو الذي يؤمن بالله ورسله واليوم الآخر، والكافر هو الذي لا يؤمن بذلك، ولذلك لا يمكن أن ينفع الكافر عمله الصالح.

ب) إن الكافر الذي يعمل أعمالاً صالحة يكون قد عملها لوجه الشيطان، والشيطان هو عدو الله والإنسان، ولذلك لا يمكن أن ينفع الكافر عمله الصالح.

ج) إن الكافر الذي يعمل أعمالاً صالحة يكون قد عملها لوجه الرياء، والرياء هو إظهار العبادة لله تعالى من أجل أن يمدحه الناس، ولذلك لا يمكن أن ينفع الكافر عمله الصالح.

4. أقوال العلماء:

اختلف العلماء في مسألة نفع الكافر لعمله الصالح، فذهب فريق إلى أنه ينفعه عمله الصالح في الدنيا فقط، بينما ذهب فريق آخر إلى أنه لا ينفعه عمله الصالح لا في الدنيا ولا في الآخرة.

5. الراجح من أقوال العلماء:

الراجح من أقوال العلماء هو أن الكافر لا ينفعه عمله الصالح لا في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك للأدلة الشرعية والعقلية التي سبق ذكرها.

6. الحكمة من عدم نفع الكافر لعمله الصالح:

إن الحكمة من عدم نفع الكافر لعمله الصالح هي أن الكافر لا يكون مؤمناً، والمؤمن هو الذي يؤمن بالله ورسله واليوم الآخر، والكافر هو الذي لا يؤمن بذلك، ولذلك لا يمكن أن ينفع الكافر عمله الصالح.

7. الرد على الشبهات:

هناك بعض الشبهات التي يثيرها بعض الناس حول مسألة نفع الكافر لعمله الصالح، ومن هذه الشبهات:

أ) قال بعض الناس: إن الكفار الذين يعملون أعمالاً صالحة ينتفعون من أعمالهم في الدنيا، وذلك لأنهم يعيشون في رخاء ورفاهية.

ب) قال بعض الناس: إن الكفار الذين يعملون أعمالاً صالحة ينتفعون من أعمالهم في الآخرة، وذلك لأنهم يدخلون الجنة.

ج) قال بعض الناس: إن الله تعالى عادل، ولذلك لا يمكن أن يضيع أعمال الكفار الذين يعملون أعمالاً صالحة.

الخاتمة:

إن مسألة نفع الكافر لعمله الصالح من المسائل الخلافية بين المسلمين، حيث ذهب فريق إلى أنه ينفعه عمله الصالح في الدنيا فقط، بينما ذهب فريق آخر إلى أنه لا ينفعه عمله الصالح لا في الدنيا ولا في الآخرة. والراجح من أقوال العلماء هو أن الكافر لا ينفعه عمله الصالح لا في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك للأدلة الشرعية والعقلية التي سبق ذكرها.

أضف تعليق