ولا تمدن عينيك

ولا تمدن عينيك

المقدمة:

سورة طه هي إحدى سور القرآن الكريم العظيمة، وهي من السور المكية التي نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. تتميز هذه السورة بمحتواها الغني بالدروس والعبر، ومن أهم الدروس التي يمكن استخلاصها منها هي التحذير من اتباع الشهوات والرغبات الدنيوية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الضلال والهلاك. وفي هذا المقال، سوف نستكشف دروس وعبر الآية الكريمة “ولا تمدن عينيك” من سورة طه.

أولاً: معنى الآية الكريمة:

قال تعالى في سورة طه: “ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى”. وهذه الآية تحذر من التطلع والحرص على متاع الدنيا الزائلة، وتحض على الرضا بما قسمه الله تعالى لعباده، وأن رزق الله تعالى خير وأبقى وأدوم من متاع الدنيا الفاني.

ثانيًا: التحذير من اتباع الشهوات:

تحذر الآية الكريمة من اتباع الشهوات والرغبات الدنيوية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الضلال والهلاك. والشهوات هي تلك الرغبات القوية التي تدفع الإنسان إلى البحث عن المتعة الحسية، مثل حب المال والجاه والسلطة والشهوة الجنسية. وعندما يتبع الإنسان شهواته، فإن ذلك قد يؤدي به إلى ارتكاب المعاصي والذنوب، والتي يمكن أن تؤدي إلى الضياع والهلاك في الدنيا والآخرة.

ثالثًا: زينة الحياة الدنيا:

تشير الآية الكريمة إلى أن متاع الدنيا الزائلة، مثل المال والجاه والسلطة، هي مجرد زينة، وهي ليست جوهر الحياة الحقيقية. وهذه الزينة قد تكون مغرية وجذابة، ولكنها ليست دائمة ولا تدوم. فالمال قد يزول، والجاه قد ينتهي، والسلطة قد تتغير. لذلك، يجب على المسلم أن لا يغتر بزينة الحياة الدنيا، وأن لا يحرص عليها، بل عليه أن يسعى إلى رضا الله تعالى والعمل الصالح، وأن يطلب الخير الدائم والأبدي في الآخرة.

رابعًا: رزق الله تعالى خير وأبقى:

تؤكد الآية الكريمة على أن رزق الله تعالى خير وأبقى وأدوم من متاع الدنيا الفاني. ورزق الله تعالى هو كل ما ينعم به الإنسان من نعم مادية ومعنوية، مثل الصحة والعافية والمال والرزق الحلال والعلم النافع والذرية الصالحة. وهذا الرزق هو خير وأبقى لأنه لا ينتهي ولا يزول، بل يبقى مع الإنسان في الدنيا والآخرة. لذلك، يجب على المسلم أن يسعى إلى نيل رزق الله تعالى الحلال، وأن يكون راضيًا بما قسمه الله تعالى له، وأن لا يحزن ولا يقلق على متاع الدنيا الزائل.

خامسًا: الرضا بما قسمه الله تعالى:

تحض الآية الكريمة على الرضا بما قسمه الله تعالى لعباده، وأن لا يتطلعوا إلى ما في أيدي الآخرين من متاع الدنيا. والرضا هو القناعة بما قسمه الله تعالى للإنسان، وعدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين من متاع الدنيا. والرضا من أهم صفات المؤمن، وهو من أسباب السعادة والطمأنينة في الحياة الدنيا.

سادسًا: العمل الصالح والمثابرة عليه:

حثت الآية الكريمة على العمل الصالح والمثابرة عليه، وأن لا ينشغل الإنسان بزينة الحياة الدنيا. والعمل الصالح هو كل عمل مشروع يرضي الله تعالى وينفع الناس، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والصدقة وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والعمل الصالح هو من أفضل العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، وهو من أسباب الفوز برضوانه وجنته.

سابعًا: السعي إلى الآخرة:

دعت الآية الكريمة إلى السعي إلى الآخرة، وأن لا ينشغل الإنسان بزينة الحياة الدنيا. والآخرة هي الدار الباقية، وهي الدار التي لا فناء فيها ولا زوال. وهي الدار التي فيها النعيم المقيم والسرور الدائم. لذلك، يجب على المسلم أن يسعى إلى الفوز بالآخرة، وأن يعمل الصالحات التي تقربه إلى الله تعالى، وأن لا ينشغل بزينة الحياة الدنيا الفانية.

الخلاصة:

في ختام هذا المقال، نستذكر الدروس والعبر العظيمة التي يمكن استخلاصها من الآية الكريمة “ولا تمدن عينيك” من سورة طه. وهذه الآية تحذر من اتباع الشهوات والرغبات الدنيوية، وتحض على الرضا بما قسمه الله تعالى لعباده، وأن رزق الله تعالى خير وأبقى وأدوم من متاع الدنيا الفاني. لذلك، يجب على المسلم أن يسعى إلى الفوز برضا الله تعالى وجنته، وأن لا ينشغل بزينة الحياة الدنيا الفانية.

أضف تعليق