التكبر من الصفات المذمومة التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، وهو من أسباب هلاك الأمم السابقة، وقد حذرنا الله تعالى من التكبر في آيات كثيرة منها:
1. قوله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً} (الإسراء: 37)
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان لا ينبغي أن يتكبر ويمشي في الأرض مرحًا، أي متبخترًا ومتكبرًا، لأن ذلك لن يزيده إلا خسارة.
كما أن هذه الآية الكريمة تذكر الإنسان بأنه مهما حاول أن يمتد في الأرض أو يرتفع في الجبال، فلن يتمكن من ذلك، فالأرض أكبر منه بكثير، والجبال أعلى منه بكثير.
لذلك، فإن هذه الآية الكريمة تحذر الإنسان من التكبر وتدعوه إلى التواضع.
2. قوله تعالى: {وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَخْتَالاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لقمان: 18)
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان لا ينبغي أن يتكبر ويتصنع الكبر، فذلك من صفات المنافقين الذين يتكبرون على الناس ويحتقرونهم.
كما أن هذه الآية الكريمة تحذر الإنسان من المشي في الأرض مختالاً، أي متكبرًا ومتباهيًا بنفسه.
لأن ذلك من صفات المتكبرين الذين يظنون أنهم أفضل من غيرهم.
3. قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُتَكَبِّرٌ} (غافر: 35)
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى لا يهدي من هو مسرف متكبر، لأن التكبر من صفات الشيطان الرجيم الذي أبى أن يسجد لآدم عليه السلام تكبرًا واستكبارًا.
كما أن هذه الآية الكريمة تحذر الإنسان من الإسراف في الإنفاق، لأن ذلك من صفات المتكبرين الذين ينفقون أموالهم على أنفسهم ويحتقرون الفقراء والمساكين.
4. قوله تعالى: {فَلاَ تَغُرَّنَّكَ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكَ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (فاطر: 5)
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان لا ينبغي أن يغتر بالحياة الدنيا وبزخرفها وزينتها، لأن ذلك من صفات المتكبرين الذين يظنون أن الدنيا هي كل شيء.
كما أن هذه الآية الكريمة تحذر الإنسان من أن يغتر بالغرور، لأن الغرور من صفات الشيطان الرجيم الذي أغتر بنفسه وبعبادته لله تعالى.
5. قوله تعالى: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه: 131)
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان لا ينبغي أن يمد عينيه إلى ما متع الله تعالى به غيره من زهرة الحياة الدنيا، أي مالها ومتاعها، لأن ذلك من صفات المتكبرين الذين يحسدون غيرهم على ما آتاهم الله تعالى من فضله.
كما أن هذه الآية الكريمة تبين أن رزق الله تعالى خير وأبقى من زهرة الحياة الدنيا، لأن رزق الله تعالى دائم وباقٍ، بينما زهرة الحياة الدنيا زائلة وفانية.
6. قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْمَوْتُ قَالُوا رَبِّ ارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا مَا تَرَكْنَا وَلَكِنَّهَا كَلِمَةٌ هِيَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون: 99 – 100)
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان عندما يحضر الموت يتمنى لو يعود إلى الدنيا ليعمل صالحًا ويكفر عن ذنوبه، لكن ذلك لا يمكن لأن الموت حق لا مفر منه.
كما أن هذه الآية الكريمة تبين أن الإنسان عندما يموت ينقطع عمله وينتهي أجله، ولا ينفعه إلا ما قدم من عمل صالح في الدنيا.
7. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأنثى} (النجم: 43 – 45)
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى هو الذي يضحك ويبكي، وهو الذي يميت ويحيي، وهو الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى.
كما أن هذه الآية الكريمة تبين أن الله تعالى هو المتصرف في الكون، وهو الذي بيده الأمر كله، فلا ينبغي للإنسان أن يتكبر ويتجبر على غيره.
الخاتمة
في النهاية، فإن التكبر من الصفات المذمومة التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، وقد حذرنا الله تعالى من التكبر في آيات كثيرة. ومن ثم، ينبغي للإنسان أن يتحلى بالتواضع ولين الجانب ولين الكلام، وأن يتعامل مع الآخرين بكل احترام وتقدير.