وما تقدموا لأنفسكم من خير

وما تقدموا لأنفسكم من خير

مقدمة

في الآية الكريمة، يقول الله تعالى: {وَمَا تَقَدَّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل : 20]، هذه الآية الكريمة تحمل في طياتها معاني عظيمة تدل على فضل الله تعالى على عباده، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن ما يقدمه الإنسان من خير لنفسه في الدنيا سيجده عند الله تعالى في الآخرة مضاعفًا وأكبر أجرًا.

الاستعداد للآخرة

إن الاستعداد للآخرة من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يهتم بها، وذلك لأن الآخرة هي الدار الباقية، وهي التي ستحاسب فيها البشرية على أعمالها، ومن أجل الاستعداد للآخرة يجب على المسلم أن يقدم الخير لنفسه في الدنيا، وذلك من خلال أداء العبادات والفرائض، والإحسان إلى الآخرين، والإنفاق في سبيل الله، وغيرها من الأعمال الصالحة.

جزاء الأعمال الصالحة

وعد الله تعالى عباده الصالحين جزاءً عظيمًا على أعمالهم الصالحة، وذلك في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يرزقهم الله تعالى بالخير والبركة، ويحفظهم من كل سوء، وفي الآخرة يدخلهم الجنة وينعمهم فيها نعيمًا أبديًا، قال تعالى: {وَسَيُجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران : 145].

فضل الجود والكرم

إن الجود والكرم من الصفات الحميدة التي يحبها الله تعالى، وقد حث الإسلام على التخلق بهما، فالمسلم الكريم هو الذي يعطي الآخرين من ماله ووقته وجهده، ولا يبخل عليهم بشيء، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ شَرِيكًا وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِمُشْرِكِينَ} [الأنعام : 162].

فضل الصدقة

الصدقة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهي تطهر النفس وتزكيها، وقد حث الإسلام على الصدقة، وجعل لها فضلًا عظيمًا، قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة : 245].

فضل صلة الأرحام

صلة الأرحام من الواجبات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهي من أهم الروابط الاجتماعية التي تحفظ تماسك المجتمع، وقد حث الإسلام على صلة الأرحام، وجعل لها فضلًا عظيمًا، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلْتُمْ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء : 1].

فضل الدعاء

الدعاء من العبادات التي يحبها الله تعالى، وهو من أفضل ما يتقرب به المسلم إلى ربه، وقد حث الإسلام على الدعاء، وجعل له فضلًا عظيمًا، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر : 60].

فضل التوبة والاستغفار

التوبة والاستغفار من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهي من أفضل ما يمحو به المسلم ذنوبه وخطاياه، وقد حث الإسلام على التوبة والاستغفار، وجعل لهما فضلًا عظيمًا، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة : 222].

خاتمة

إن الأعمال الصالحة التي يقدمها المسلم لنفسه في الدنيا هي خير استعداد للآخرة، وهي التي ستكون سببًا في دخوله الجنة ونعيمها الأبدي، وقد حث الإسلام على تقديم الخير للناس والإحسان إليهم، والبذل والعطاء، والصدقة، وصلة الأرحام، والدعاء، والتوبة والاستغفار، وغيرها من الأعمال الصالحة التي أمر الله تعالى بها.

أضف تعليق