المقدمة:
الاقدار بيد الله هو مبدأ أساسي في العقيدة الإسلامية، والذي ينص على أن كل ما يحدث في الكون، بما في ذلك الأحداث الكبيرة والصغيرة، هو من عند الله، وهو الذي يقدره ويحدده، سواء كان خيراً أم شراً، سعادة أم شقاء، حياة أم موت.
أنواع القدر:
1. القدر المحتوم: وهو ما لا يمكن تغييره، مثل الموت والبعث والنشور.
2. القدر المكتسب: وهو ما يمكن تغييره، مثل الرزق والصحة والمرض.
3. القدر المعلق: وهو ما يتوقف على إرادة الإنسان، مثل الزواج والطلاق والحرب والسلام.
أدلة القدر:
1. النصوص الشرعية: حيث وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على قدر الله تعالى، مثل قوله تعالى: “وخلق كل شيء فقدره تقديراً” (سورة الفرقان: 2)، وقوله صلى الله عليه وسلم: “كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس” (رواه الترمذي).
2. ملاحظة الظواهر الطبيعية: حيث أن جميع الظواهر الطبيعية التي تحدث في الكون، مثل حركة الكواكب والنجوم، وتغير الفصول، ونمو النباتات، وغيرها، تحدث وفق نظام دقيق وترتيب محكم، مما يدل على وجود قدرة عليا تدير هذه الظواهر.
3. تجارب الحياة: حيث أن الإنسان يمر في حياته بالعديد من المواقف والأحداث، سواء كانت سعيدة أم حزينة، ممتعة أم مؤلمة، وجميع هذه الأحداث تحدث بقدر الله تعالى، سواء كان الإنسان مدركاً لذلك أم لا.
حكمة القدر:
1. الاختبار: حيث أن الله تعالى يقدر على عباده الأحداث والابتلاءات لاختبار إيمانهم ومدى صبرهم وتوكلهم عليه، سواء كان ذلك من خلال الرخاء أو الشدة، المرض أو الصحة، الغنى أو الفقر.
2. التطهير: حيث أن الله تعالى يقدر على عباده الأحداث المؤلمة والمحن من أجل تطهيرهم من الذنوب والمعاصي ورفع درجاتهم في الجنة، كما قال تعالى: “وبلوناهم بالسيئات والحسنات لعلهم يرجعون” (سورة الأعراف: 168).
3. التدريب: حيث أن الله تعالى يقدر على عباده الأحداث والتحديات من أجل تدريبهم وتقويتهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، كما قال تعالى: “والله العليم الحكيم، يُؤتي الحكمة من يشاء، ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً” (سورة البقرة: 269).
الرضا بالقدر:
1. الرضا بالقدر هو ركن أساسي من أركان الإيمان: حيث أن المسلم المؤمن يوقن بأن كل ما يحدث له هو بقدر الله تعالى، وأن الله تعالى حكيم في أقداره، ولا يفعل إلا ما فيه الخير لعباده، سواء كان الإنسان مدركاً لذلك أم لا.
2. الرضا بالقدر يجعل الإنسان أكثر صبراً وتحملاً للمصاعب: حيث أن الإنسان الذي يدرك أن ما يحدث له هو بقدر الله تعالى، يكون أكثر قدرة على تحمل المصاعب والابتلاءات، ولا يجزع ولا يقنط من رحمة الله تعالى.
3. الرضا بالقدر يجعل الإنسان أكثر شاكراً لله تعالى: حيث أن الإنسان الذي يدرك أن ما يحدث له هو بقدر الله تعالى، يكون أكثر قدرة على شكر الله تعالى على نعمه وفضله، ولا يتكبر ولا يتجبر على غيره.
القدر والقضاء:
1. القدر والقضاء هما مفهومان متلازمان: حيث أن القضاء هو تنفيذ القدر، والقدر هو تقدير الله للأشياء قبل وقوعها.
2. القدر سابق للقضاء: حيث أن الله تعالى يقدر الأشياء قبل أن يقع القضاء بها، وهو الذي يحددها ويضبطها وفق مشيئته وحكمته.
3. القضاء نافذ لا مرد له: حيث أن القضاء الذي يصدر من الله تعالى هو نافذ لا مرد له، ولا يمكن لأحد أن يرده أو يغيّره.
الخاتمة:
القدر بيد الله هو مبدأ أساسي في العقيدة الإسلامية، والذي ينص على أن كل ما يحدث في الكون، بما في ذلك الأحداث الكبيرة والصغيرة، هو من عند الله، وهو الذي يقدره ويحدده، سواء كان خيراً أم شراً، سعادة أم شقاء، حياة أم موت. والقدر أنواع مختلفة، منها القدر المحتوم والقدر المكتسب والقدر المعلق. وهناك العديد من الأدلة التي تؤكد على قدر الله تعالى، منها النصوص الشرعية وملاحظة الظواهر الطبيعية وتجارب الحياة. والقدر له حكمة عظيمة، منها الاختبار والتطهير والتدريب. والرضا بالقدر هو ركن أساسي من أركان الإيمان، وهو يجعل الإنسان أكثر صبراً وتحملاً للمصاعب وأكثر شاكراً لله تعالى. والقدر والقضاء هما مفهومان متلازمان، حيث أن القدر سابق للقضاء والقضاء نافذ لا مرد له.