استغفر الله العظيم

المقدمة:

إن الاستغفار من أهم العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو من أعظم أسباب مغفرة الذنوب والخطايا، وقد أمرنا الله تعالى بالاستغفار في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة نوح: 10]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31]، وقال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [سورة هود: 3].

1. فضل الاستغفار:

للاستغفار فضل عظيم، فقد ورد في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تبين فضله، منها:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف”.

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو، غفر له ذنوبه وإن كان فر من الزحف”.

– عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم واتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف”.

2. شروط الاستغفار:

لكي يكون الاستغفار مقبولاً عند الله تعالى، فلا بد من توفر بعض الشروط، ومنها:

– الإخلاص لله تعالى في الاستغفار، فلا يكون الاستغفار لمجرد الرياء أو السمعة.

– الندم على الذنوب والخطايا التي ارتكبت.

– العزم على عدم العودة إلى الذنوب والخطايا مرة أخرى.

– رد المظالم إلى أهلها.

– التوبة النصوح.

3. كيفية الاستغفار:

لا يوجد طريقة محددة للاستغفار، ولكن هناك بعض الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:

– “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه”.

– “اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي العمد منها والخطأ، وما أسررت وما أعلنت، ما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير”.

– “اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء حكيم”.

4. أوقات الاستغفار:

يستحب الاستغفار في كل وقت، ولكن هناك بعض الأوقات التي يستحب فيها الاستغفار بشكل خاص، ومنها:

– عند السحر.

– بعد الصلوات الخمس.

– عند منام الليل.

– عند الاستيقاظ من النوم.

– عند دخول المسجد.

– عند الخروج من المسجد.

– عند قراءة القرآن الكريم.

– عند الدعاء.

5. فضل الاستغفار في الدنيا والآخرة:

للاستغفار فضل كبير في الدنيا والآخرة، ومن فضله في الدنيا:

– يمحو الذنوب والخطايا.

– يكفر السيئات.

– يرفع الدرجات.

– يجلب الرزق.

– يسهل الأمور.

– ومن فضله في الآخرة:

– النجاة من النار.

– دخول الجنة.

– الفوز برضى الله تعالى.

6. قصص عن فضل الاستغفار:

وردت في السنة النبوية المطهرة قصص كثيرة تبين فضل الاستغفار، ومنها:

– قصة الرجل الذي كان له بستان، وكان يسرق منه كل ليلة، فجلس ليلة يحرسه، فرأى رجلاً يدخل البستان، فقال له: ما جاء بك؟ قال: الفقر، قال: فخذ حاجتك ولا تعد، فبكى الرجل، وقال: والله ما دخلت بستانك إلا لأسرق، ولكن منذ ثلاث سنين وأنا أدعو الله أن يرزقني من فضله، قال: فما منعك من أن تأتي إلي وتطلب مني؟ قال: منعني الحياء، فبكى صاحب البستان وقال: والله حاجتي أشد من حاجتك، فإني كنت أدعو الله أن يهديني إليك لأتصدق عليك.

– قصة المرأة التي كانت تسرق، فأمسكها صاحب البيت، فقال لها: ما جاء بك؟ قالت: الجوع، قال: فإني سأتركك بشرط ألا تعودي، قالت: أفعل، فأطلقها، ثم جاءت مرة أخرى تسرق، فأمسكها صاحب البيت، فقال لها: ألم أقل لك لا تعدي؟ قالت: والله ما عدت، ولكن الجوع غلبني، قال: فإني سأتركك بشرط ألا تعودي، قالت: أفعل، فأطلقها، ثم جاءت مرة ثالثة تسرق، فأمسكها صاحب البيت، فقال لها: ما بك؟ قالت: والله ما عدت، ولكن الجوع غلبني، قال: فإني سأتركك بشرط ألا تعودي، قالت: أفعل، فأطلقها، ثم قال: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو قلت لها: اذهبي فقد عفوت عنك، لكان خيراً لك”.

7. الاستغفار جماع الطاعات:

الاستغفار جماع الطاعات، وهو أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء الاستغفار”. فاستغفروا الله تعالى كثيراً، ولا تيأسوا من رحمته، فإنه غفور رحيم.

الخاتمة:

الاستغفار من أهم العبادات التي فرضها الله تعالى على المسلمين، وهو من أعظم أسباب مغفرة الذنوب والخطايا، وللاستغفار فضل عظيم في الدنيا والآخرة، وقد أمرنا الله تعالى بالاستغفار في كثير من آيات القرآن الكريم، ووردت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تبين فضله، لذلك يجب على المسلم أن يستغفر الله تعالى كثيراً، ولا تيأس من رحمته، فإنه غفور رحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *