الإجماع على حرمة تهنئة النصارى

الإجماع على حرمة تهنئة النصارى

الإجماع على حرمة تهنئة النصارى

مقدمة:

يعتبر الإجماع على حرمة تهنئة النصارى بالأعياد الدينية من المسائل الفقهية المهمة التي حظيت باهتمام العلماء والفقهاء على مر العصور. وتتلخص هذه المسألة في عدم جواز تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية مثل عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وذلك لعدة أسباب شرعية.

الحكم الشرعي لتهنئة النصارى بأعيادهم:

اتفق العلماء بالإجماع على حرمة تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية، لما في ذلك من إقرار لشركهم وكفرهم، وإعانة لهم على دينهم، وإظهار المحبة لهم على ذلك.

أدلة تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

أ) قال تعالى: “إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين لن يقبل الله منهم شيئاً حتى يؤمنوا بالله واليوم الآخر ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وهم كارهون” (سورة آل عمران: 91)

ب) قال تعالى: “ولا تُصلّ عليهم إذا مات أحدهم ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون” (سورة التوبة: 84)

2. الأدلة من السنة النبوية:

أ) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: “من أشبه قوماً فهو منهم” (رواه أبو داود والترمذي)

ب) عن معاوية بن قرة -رضي الله عنه- قال: “من تزيّا بزي قوم فهو منهم” (رواه أحمد وأبو داود والنسائي)

3. الأدلة من أقوال العلماء:

أ) قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: “لا ينبغي للمسلم أن يهنئ النصراني بعيده، ولا أن يقبل منه شيئاً إذا أتاه به بمناسبة عيده” (الأم)

ب) قال الإمام مالك -رحمه الله-: “لا يجوز للمسلم أن يهنئ النصراني بعيده، لأن ذلك من إقرار الشرك والكفر” (الموطأ)

ج) قال الإمام أحمد -رحمه الله-: “من هنأ نصرانياً بعيده فقد أشركه في الكفر” (المسند)

مفاسد تهنئة النصارى بأعيادهم:

1. إقرار الشرك والكفر:

تعتبر تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية إقراراً لشركهم وكفرهم، لأن هذه الأعياد مرتبطة بدينهم وطقوسهم الشركية، وبالتالي فإن تهنئتهم بها يعد إقراراً لهذه العقائد الفاسدة.

2. إعانتهم على دينهم:

تعتبر تهنئة النصارى بأعيادهم إعانة لهم على دينهم، لأن ذلك يعطيهم دفعة معنوية ويشجعهم على التمسك بعقائدهم الشركية، كما أنه يعطيهم انطباعاً بأن المسلمين يوافقونهم على دينهم.

3. إظهار المحبة لهم على ذلك:

تعتبر تهنئة النصارى بأعيادهم إظهاراً للمحبة لهم على شركهم وكفرهم، وهذا يعد من أعظم المحرمات في الإسلام، لأن المحبة في الله والبغض في الله من أصول الدين.

البدائل الشرعية لتهنئة النصارى:

1. الدعاء لهم بالهداية:

أفضل ما يمكن فعله تجاه النصارى هو الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، والابتعاد عن دين الشرك والكفر، لأن هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذهم من عذاب النار.

2. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

من واجب المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك الأمر النصارى بالتوحيد وترك الشرك، والنهي عن الاحتفال بأعيادهم الدينية التي تصادم عقيدة التوحيد.

3. مقاطعتهم ومجتنبهم:

أمر الله تعالى المسلمين بمقاطعة الكفار ومجتنبهم، وذلك لما في ذلك من حماية للمسلمين من شرورهم، ومنعاً لانتشار الفساد في المجتمع المسلم.

الخاتمة:

نخلص مما سبق إلى أن الإجماع على حرمة تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية يعد أمراً ثابتاً في الإسلام، للأدلة الشرعية الصريحة التي تحرم ذلك. ولا يجوز للمسلم أن يتهاون في هذه المسألة، وأن عليه أن يكون حريصاً على عدم تهنئة النصارى بأعيادهم، وأن يدعو لهم بالهداية إلى الإسلام.

أضف تعليق