اللهم اغفر لي ما مضى وأصلح لي ما بقى

اللهم اغفر لي ما مضى وأصلح لي ما بقى

اللهم اغفر لي ما مضى وأصلح لي ما بقى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

العفو والمغفرة من أهم الصفات الإلهية التي تمنح العبد راحة البال وطمأنينة القلب. وقد حثنا الله تعالى على الاستغفار والتوبة إليه في كل وقت وحين، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: “أنا مع عبدي ما ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”.

والمغفرة الإلهية لا تقتصر على الدنيا فقط، بل تمتد إلى الآخرة أيضًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وعلانيته وسره، وأوله وآخره، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، غفر له”.

1. فضائل الاستغفار:

– الاستغفار سبب لمغفرة الله تعالى للذنوب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف”.

– الاستغفار سبب لزيادة الرزق: فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.

– الاستغفار سبب لدفع البلاء: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من داوم على الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.

2. شروط قبول الاستغفار:

– الإخلاص لله تعالى: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.

– الندم على الذنب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.

– العزم على عدم العودة إلى الذنب: فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “التوبة من الذنب كأن لم يكن”.

3. أوقات الاستغفار المفضلة:

– بعد كل صلاة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال بعد كل صلاة: اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي، غفر له”.

– عند السحر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.

– عند الاستيقاظ من النوم: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل قال: اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي”.

4. صيغ الاستغفار:

– اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وعلانيته وسره، وأوله وآخره، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.

– اللهم اغفر لي ما تقدَّم من ذنبي وما تأخَّر، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كلِّ شيء قدير.

– اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كلِّ شيءٍ قدير.

5. الاستغفار الجماعي:

– يستحب للمسلمين أن يجتمعوا على الاستغفار والدعاء إلى الله تعالى، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”.

– من صور الاستغفار الجماعي: صلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف، وصلاة الخسوف، وصلاة الجنازة، وصلاة التوبة.

– ينبغي للمسلمين أن يكثروا من الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، وأن يحرصوا على أداء العبادات المفروضة والسنن والنوافل، وأن يتجنبوا المحرمات والشبهات.

6. الاستغفار في القرآن الكريم:

– ورد ذكر الاستغفار في القرآن الكريم في أكثر من مائة موضع، مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة عند الله تعالى.

– منها قوله تعالى: “فاستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إنه كان توابًا رحيمًا” (هود: 90).

– ومنها قوله تعالى: “ومن تاب وآمن وعمل صالحًا فعسى أن يكون من المفلحين” (القصص: 67).

– ومنها قوله تعالى: “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” (النور: 31).

7. الاستغفار في السنة النبوية:

– حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى في الكثير من الأحاديث الشريفة.

– منها قوله صلى الله عليه وسلم: “من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه” (رواه مسلم).

– ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” (رواه ابن ماجة).

– ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يستغفر الله إلا غفر له، ولو كان قد زنى تسعين مرة” (رواه الترمذي).

الخاتمة:

نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يتقبل توبتنا وأن يثبتنا على دينه القويم حتى نلقاه وهو راضٍ عنا آمين.

أضف تعليق