اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
مقدمة:
يُعدُّ الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، لما فيها من إظهار المحبة والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به في أقواله وأفعاله وأحواله، والتمسك بتعاليم دينه وشريعته، وقد أمرنا الله تعالى بالصلاة والسلام على نبيه في قوله سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً” (الأحزاب:56)، وقد كان الصحابة والتابعون ومن بعدهم من المسلمين يحرصون على الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، ولا سيما في الأوقات المباركة مثل أوقات الأذان، وبعد الفراغ من الصلاة المكتوبة، وعند ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وعند زيارته في المدينة المنورة.
أولاً: فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:
1. مضاعفة الحسنات: يُضاعف الله تعالى الحسنات لمن يصلي ويسلم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا” (مسلم)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا، وحط عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات” (أحمد).
2. شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: يُشفع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمن صلى عليه وسلم يوم القيامة، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكثروا الصلاة عليَّ، فإن صلاتكم عليَّ تعرض عليَّ” (أحمد)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه وسلم عشرا، ومن صلى عليَّ عشرا صلى الله عليه وسلم مائة، ومن صلى عليَّ مائة صلى الله عليه وسلم ألفًا، ومن صلى عليَّ ألفًا بنى الله له بيتًا في الجنة” (الترمذي).
3. محبة النبي صلى الله عليه وسلم: تُعدُّ الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم علامات محبته وتعظيمه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله” (البخاري ومسلم).
ثانيًا: آداب الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:
1. الإخلاص لله تعالى: ينبغي للمسلم أن يخلص لله تعالى في صلاته وسلامه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يقصد بذلك مدح النبي صلى الله عليه وسلم أو التملق له، وإنما يقصد إظهار محبته وتعظيمه لله تعالى.
2. اتباع السنة النبوية: ينبغي للمسلم أن يتبع السنة النبوية في صلاته وسلامه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، مثل: “اللهم صلِّ وسلم على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وسلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد” (البخاري ومسلم).
3. الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم: ينبغي للمسلم أن يكثر من الصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا سيما في الأوقات المباركة مثل أوقات الأذان، وبعد الفراغ من الصلاة المكتوبة، وعند ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وعند زيارته في المدينة المنورة.
ثالثًا: مواضع الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:
1. بعد الأذان: يُستحب للمسلم أن يصلي ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا” (مسلم).
2. بعد الصلاة المكتوبة: يُستحب للمسلم أن يصلي ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل صلاة مكتوبة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا سلم أحدكم من الصلاة فليقل: اللهم صلِّ وسلم على محمد، فإن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” (البخاري ومسلم).
3. عند ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم: يُستحب للمسلم أن يصلي ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر اسمه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ذكر عندكم اسمي فصلوا عليَّ، فإن صلاتكم عليَّ حسناتي” (أحمد).
رابعًا: فضل الصلاة الإبراهيمية على النبي صلى الله عليه وسلم:
1. مضاعفة الحسنات: يُضاعف الله تعالى الحسنات لمن يصلي الصلاة الإبراهيمية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من صلى عليَّ الصلاة الإبراهيمية مرة صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى عليَّ بها عشرا صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى عليَّ بها مائة صلى الله عليه بها ألفا” (الترمذي).
2. شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: يُشفع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمن صلى عليه الصلاة الإبراهيمية يوم القيامة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى عليَّ الصلاة الإبراهيمية في دبر كل صلاة مكتوبة غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” (ابن ماجه).
3. محبة النبي صلى الله عليه وسلم: تُعدُّ الصلاة الإبراهيمية على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم علامات محبته وتعظيمه، فعن أبي