تهنئة الكفار بأعيادهم

تهنئة الكفار بأعيادهم

العنوان: تهنئة الكفار بأعيادهم بين الجواز والتحريم

المقدمة:

تهنئة الكفار بأعيادهم من المسائل التي شغلت بال الكثير من العلماء والفقهاء، وقد اختلفوا في حكمها بين الجواز والتحريم، وفي هذا المقال سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل، وسنذكر أدلة الفريقين وأوجه الاستدلال لديهم.

أولاً: الأدلة التي تجيز تهنئة الكفار بأعيادهم:

1. قول الله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}[الأنعام: 108]، قال العلماء إن هذه الآية تدل على أنه لا يجوز سب آلهة الكفار، فمن باب أولى ألا يجوز سب أعيادهم.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار”، رواه أبو داود والترمذي، قال العلماء إن هذا الحديث يدل على وجوب إجابة من سألنا عن شيء نعرفه، حتى وإن كان كافرًا، فإذا سألنا كافر عن عيدهم فلابد أن نجيب عنه.

3. قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من هنأ يهودياً أو نصرانياً بعيده فقد أشرك في كفره”، رواه البيهقي، قال العلماء إن هذا الحديث يدل على أنه لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، لأن ذلك يعد نوعًا من الإشراك.

ثانيًا: الأدلة التي تحرم تهنئة الكفار بأعيادهم:

1. قول الله تعالى: {وَلَا تُوالُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}[هود: 113]، قال العلماء إن هذه الآية تدل على أنه لا يجوز موالاة الكفار، فمن باب أولى ألا يجوز تهنئتهم بأعيادهم.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه”، رواه مسلم، قال العلماء إن هذا الحديث يدل على وجوب عدم البدء بالسلام على الكفار، فمن باب أولى ألا يجوز تهنئتهم بأعيادهم.

3. قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من هنأ يهودياً أو نصرانياً بعيده فقد أشرك في كفره”، رواه الدارقطني، قال العلماء إن هذا الحديث يدل على أنه لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، لأن ذلك يعد نوعًا من الإشراك.

ثالثًا: أقوال العلماء في حكم تهنئة الكفار بأعيادهم:

1. قال جمهور العلماء إنه لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، لأن ذلك يعد نوعًا من موالاتهم، وقد أمرنا الله تعالى بألا نوالي الكفار.

2. قال بعض العلماء إنه يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم، بشرط ألا يكون ذلك مصحوبًا بمعنى التعظيم أو التقدير، وأن تكون التهنئة مقتصرة على مجرد قول: “عيد مبارك”.

3. قال بعض العلماء إنه يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم إذا كان ذلك وسيلة لدعوتهم إلى الإسلام، أو لإقامة حوار معهم، أو لإزالة سوء الفهم بين المسلمين والكفار.

رابعًا: ضوابط تهنئة الكفار بأعياد

أضف تعليق