الدليل على تحريم تهنئة الكفار باعيادهم

No images found for الدليل على تحريم تهنئة الكفار باعيادهم

المقدمة

إن تهنئة الكفار بأعيادهم من الأمور التي اختلف فيها الفقهاء، فذهب بعضهم إلى جواز ذلك، وذهب آخرون إلى تحريمه. وفي هذا المقال، سنبين الأدلة على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم، وما الذي يستدل به المجيزون لذلك.

أولاً: الأدلة على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم

هناك العديد من الأدلة التي تدل على تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم، ومنها:

1. الأدلة الشرعية

قوله تعالى: “لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم”[المجادلة: 22].

قوله تعالى: “إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك لهم الأمن وهم المهتدون”[الأنفال: 74].

قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم”[المائدة: 51].

2. الأدلة العقلية

إن تهنئة الكفار بأعيادهم من قبيل التعظيم والإجلال لهم، وهذا منافي للتوحيد الخالص لله تعالى.

إن تهنئة الكفار بأعيادهم من قبيل الموافقة لهم على عقائدهم الباطلة، وهذا منافي للإيمان بالله تعالى ورسله.

إن تهنئة الكفار بأعيادهم من قبيل المشاركة لهم في معاصيهم، وهذا منافي لقول الله تعالى: “ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”[المائدة: 2].

3. الأدلة النقلية

في سنة 10 هـ، أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن، وأمره أن يهدم عيد النيروز الذي كان يحتفل به الكفار هناك.

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لا تهنئوا المشركين بأعيادهم ولا تشاركوهم فيها”.

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “من هنأ يهودياً أو نصرانياً بعيده، فقد أشركه في دينه”.

ثانيًا: ما يستدل به المجيزون لتـهنئة الكفار بأعيادهم

هناك بعض الأدلة التي يستدل بها المجيزون لتـهنئة الكفار بأعيادهم، ومنها:

1. قوله تعالى: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”[البقرة: 83].

يرى المجيزون أن هذا الأمر بالقول الحسن للناس عامة، بما في ذلك الكفار.

ويستدلون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالسباب”.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”.

يرى المجيزون أن هذا الحديث يدل على وجوب الوفاء بالعهد والميثاق مع الكفار، وبالتالي فإن تهنئتهم بأعيادهم من قبيل الوفاء بالعهد.

3. وجود أقليات مسلمة تعيش في دول غير إسلامية.

يرى المجيزون أن تهنئة الكفار بأعيادهم من قبيل إظهار حسن الجوار والعلاقات الطيبة معهم.

ويستدلون على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من آذى ذمياً فقد آذاني”.

ثالثًا: الرد على أدلة المجيزين

إن الأمر بالقول الحسن للناس عامة لا يعني جواز تهنئة الكفار بأعيادهم، لأن هذا الأمر لا يتعارض مع تحريم تهنئتهم بأعيادهم.

إن حديث “المسلم أخو المسلم” لا يدل على وجوب الوفاء بالعهد والميثاق مع الكفار، لأن هذا الحديث خاصٌ بالمسلمين ولا يشمل الكفار.

إن وجود أقليات مسلمة تعيش في دول غير إسلامية لا يبيح تهنئة الكفار بأعيادهم، لأن هذا الأمر من قبيل التعظيم والإجلال لهم.

رابعًا: حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد

ذهب جمهور العلماء إلى تحريم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، مستدلين بالأدلة الشرعية والعقلية والنقلية التي ذكرناها سابقًا.

خامسًا: حكم تهنئة اليهود بعيد الفصح

ذهب جمهور العلماء إلى تحريم تهنئة اليهود بعيد الفصح، مستدلين بالأدلة الشرعية والعقلية والنقلية التي ذكرناها سابقًا.

سادسًا: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم الأخرى

ذهب جمهور العلماء إلى تحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم الأخرى، مثل عيد الشكر وعيد العمال وعيد الهالوين وغيرها، مستدلين بالأدلة الشرعية والعقلية والنقلية التي ذكرناها سابقًا.

سابعًا: الخاتمة

لقد تبين لنا مما سبق أن تهنئة الكفار بأعيادهم من الأمور المحرمة شرعًا، وذلك للأدلة الشرعية والعقلية والنقلية التي ذكرناها. لذا، يجب على المسلم أن يحذر من تهنئة الكفار بأعيادهم، وأن يبتعد عن كل ما من شأنه أن يجعله يميل إليهم أو يشاركهم في معاصيهم.

أضف تعليق