حكم الغناء في الاسلام

حكم الغناء في الاسلام

حكم الغناء في الإسلام

مقدمة:

يعتبر الغناء أحد الفنون الجميلة التي انتشرت منذ القدم في شتى بقاع الأرض، وارتبط بالعديد من المناسبات والاحتفالات، إلا أنه كان محل جدل كبير بين العلماء والمفكرين المسلمين، فاختلفت الآراء حوله بين التحريم المطلق والجواز بشرط استيفاء شروط معينة.

أولاً: تعريف الغناء:

الغناء هو عبارة عن إخراج الأصوات بطريقة منظمة ولحنية للتعبير عن المشاعر والأفكار، ويشتمل على مجموعة من العناصر الأساسية مثل اللحن والإيقاع والكلمات.

ثانياً: موقف الإسلام من الغناء:

إن موقف الإسلام من الغناء ليس موقفًا أحاديًا، بل هو موقف يختلف باختلاف نوع الغناء وطبيعته، حيث يمكن القول بأن الغناء جائز في الإسلام بشرط ألا يخالف الشريعة الإسلامية، أي ألا يحتوي على كلمات أو معاني تخالف الأخلاق والآداب الإسلامية، أو يحض على العنف أو الكراهية.

ثالثاً: الأدلة على جواز الغناء:

هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على جواز الغناء، ومنها:

1. ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على جواز الغناء، منها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأقبل عليه رسول الله فقال: دعهما، فإنهن ينشطن عملنا”.

2. ورد عن الصحابة والتابعين روايات تدل على جواز الغناء، ومنها رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “الغناء جائز ما لم يكن فيه معصية”.

3. إن الغناء من الأمور الفطرية التي جبل عليها الإنسان، وهو وسيلة للتعبير عن النفس والترويح عنها، ولذلك لا يمكن القول بتحريمه مطلقاً.

رابعاً: الأدلة على تحريم الغناء:

هناك أيضًا بعض الأدلة الشرعية التي تدل على تحريم الغناء، ومنها:

1. ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تدل على تحريم الغناء، منها حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل”.

2. ورد عن بعض الصحابة والتابعين روايات تدل على تحريم الغناء، ومنها رواية علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “الغناء فسوق ومجون”.

3. إن الغناء قد يؤدي إلى الفتنة والإغراء، وقد يلهي عن ذكر الله تعالى وعن أداء العبادات.

خامساً: شروط جواز الغناء في الإسلام:

إذا أردنا أن يكون الغناء جائزًا في الإسلام، فيجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:

1. ألا يحتوي على كلمات أو معاني تخالف الأخلاق والآداب الإسلامية.

2. ألا يحتوي على كلمات أو معاني تحض على العنف أو الكراهية.

3. ألا يكون الغناء مصحوبًا بآلات موسيقية محرمة شرعًا.

4. ألا يؤدي الغناء إلى الفتنة والإغراء.

5. ألا يلهي الغناء عن ذكر الله تعالى وعن أداء العبادات.

سادساً: حكم الغناء في المناسبات والأعياد:

إن حكم الغناء في المناسبات والأعياد يختلف باختلاف طبيعة المناسبة أو العيد، فإذا كانت المناسبة أو العيد دينية، فلا يجوز الغناء فيها إلا إذا كان الغناء من قبيل المدائح النبوية أو الأناشيد الدينية التي تحث على الخير والفضيلة. أما إذا كانت المناسبة أو العيد غير دينية، فلا حرج في الغناء فيها بشرط ألا يخالف الشريعة الإسلامية.

سابعاً: حكم تعليم الغناء:

إن حكم تعليم الغناء يختلف باختلاف طبيعة الغناء الذي يتم تعليمه، فإذا كان الغناء الذي يتم تعليمه جائزًا شرعًا، فلا حرج في تعليمه، أما إذا كان الغناء الذي يتم تعليمه محرمًا شرعًا، فلا يجوز تعليمه.

الخاتمة:

إن موقف الإسلام من الغناء ليس موقفًا أحاديًا، بل هو موقف يختلف باختلاف نوع الغناء وطبيعته، فالموسيقى والغناء جائزان في الإسلام بشرط ألا يخالفا الشريعة الإسلامية، وأن يكونا خاليين من الكلمات أو المعاني التي تخالف الأخلاق والآداب الإسلامية، وأن لا يحضا على العنف أو الكراهية، وأن لا يكونا مصحوبين بآلات موسيقية محرمة شرعًا.

أضف تعليق