حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر

المقدمة

الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة مالية تجب سنويًا في أموال محددة. والزكاة واجبة في مال المسلم إذا بلغ النصاب، وحال عليه الحول، وشرطها أن يكون المال زائدًا عن الحاجات الأصلية كالمأكل والمسكن والملبس، وأن يكون المال فائضًا عن قضاء الديون.

أسباب وجوب الزكاة

وجبت الزكاة على المسلمين لما فيها من فوائد عديدة منها:

تطهير النفس من الشح والبخل، قال تعالى: ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43].

توفير الرزق للمحتاجين، قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِن خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: 110].

تحقيق التكافل الاجتماعي، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2].

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر

اتفق الفقهاء على أن تأخير الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر محرم، ويترتب عليه إثم على المسلم، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من أخر زكاة ماله حتى تجب فيه الصدقة فإنه يأكلها إثمًا” [أبو داود].

أقسام تأخير الزكاة

ينقسم تأخير الزكاة إلى قسمين:

تأخير الزكاة عمدًا، وهذا من كبائر الذنوب، وعقوبته عند الله شديدة.

تأخير الزكاة سهوًا أو نسيانًا، وهذا لا إثم فيه، ولا تجب الكفارة، ولكن يجب على المسلم أن يبادر بإخراج الزكاة فورًا.

آثار تأخير الزكاة

يترتب على تأخير الزكاة آثار سلبية عديدة، منها:

حرمان المحتاجين من حقوقهم، وهؤلاء المحتاجون هم الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل [التوبة: 60].

معاقبة المسلم على تأخيره للزكاة، قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [التوبة: 38].

زيادة العذاب يوم القيامة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ [التوبة: 34-35].

التوبة من تأخير الزكاة

إذا أخر المسلم زكاة ماله عن وقت وجوبها لغير عذر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، والتوبة تكون بالندم على ما فعله، والعزم على عدم العودة إليه، وإخراج الزكاة التي تأخرت مع دفع كفارة تأخير الزكاة.

الكفارة عن تأخير الزكاة

الكفارة عن تأخير الزكاة هي إخراج صدقة مقدارها ربع دينار عن كل يوم تأخرت فيه الزكاة، ويجوز إخراجها نقدًا أو طعامًا أو كسوة.

الخلاصة

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر محرم، ويترتب عليه إثم على المسلم، ويجب على المسلم أن يبادر بإخراج الزكاة فورًا، وإذا أخرها فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويخرج الكفارة.

أضف تعليق