حكم تارك الصلاة تكاسلا عند الجمهور

حكم تارك الصلاة تكاسلا عند الجمهور

حكم تارك الصلاة تكاسلا عند الجمهور

مقدمة:

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين وروحه، وقد أمر الله تعالى عباده بإقامتها في مواقيتها بقوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]. وقد تواترت السنة النبوية المطهرة على وجوب الصلاة، وشددت على أدائها في وقتها، وبيّنت عظم أجرها وثوابها، وعقوبة تاركها.

أقسام تارك الصلاة:

ينقسم تارك الصلاة إلى قسمين:

1. تارك الصلاة جحوداً لوجوبها، وهذا مرتد عن الإسلام، تجب عليه التوبة، وإلا قتل حداً.

2. تارك الصلاة تكاسلاً، وهذا فاسق، يفسق بخطئه هذا، ويجب عليه التوبة، وإلا عوقب بما يراه الإمام مناسباً له.

حكم تارك الصلاة تكاسلاً عند الجمهور:

اتفق جمهور العلماء على أن تارك الصلاة تكاسلاً مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وأنه يفسق بخطئه هذا، ويجب عليه التوبة، وإلا عوقب بما يراه الإمام مناسباً له. واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]. وقد أمر الله تعالى بإقامة الصلاة، ولم يقل بإقامة بعضها، فدل ذلك على وجوب إقامتها كاملة.

2. قوله صلى الله عليه وسلم: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” [رواه أحمد والترمذي]. وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة كفراً، والكفر هو أكبر الذنوب وأعظمها.

3. قوله صلى الله عليه وسلم: “بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة” [رواه مسلم]. وقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة بالكفر والشرك، والكفر والشرك هما أكبر الكبائر.

أدلة الجمهور من السنة النبوية:

استدل الجمهور من السنة النبوية المطهرة على حكم تارك الصلاة تكاسلاً بما يلي:

1. قوله صلى الله عليه وسلم: “صلوا فإن لم تصلوا فقد كفرتم” [رواه الإمام أحمد].

2. قوله صلى الله عليه وسلم: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” [رواه أحمد والترمذي].

3. قوله صلى الله عليه وسلم: “أيما رجل ترك صلاة متعمداً فقد برئت منه الذمة” [رواه ابن ماجه].

أدلة الجمهور من أقوال الصحابة والتابعين:

استدل الجمهور من أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على حكم تارك الصلاة تكاسلاً بما يلي:

1. قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لو تركت الصلاة متعمداً لكان كافراً”.

2. قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “من ترك الصلاة فلا دين له”.

3. قول ابن عباس رضي الله عنه: “من ترك الصلاة فقد أشرك بالله”.

عقوبة تارك الصلاة تكاسلاً:

اختلف العلماء في عقوبة تارك الصلاة تكاسلاً على أقوال:

1. قال جمهور العلماء: إنه يعزر بما يراه الإمام مناسباً له، كالضرب والحبس وما أشبه ذلك.

2. وقال بعض العلماء: إنه يقتل حداً، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من ترك الصلاة فقد كفر”.

3. وقال بعض العلماء: إنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.

الفرق بين تارك الصلاة جحوداً وتاركه تكاسلاً:

1. تارك الصلاة جحوداً لوجوبها مرتد عن الإسلام، بينما تارك الصلاة تكاسلاً فاسق.

2. تارك الصلاة جحوداً يجب عليه التوبة، وإلا قتل حداً، بينما تارك الصلاة تكاسلاً يجب عليه التوبة، وإلا عوقب بما يراه الإمام مناسباً له.

3. تارك الصلاة جحوداً يخلد في النار، بينما تارك الصلاة تكاسلاً عقوبته على الله تعالى.

الخلاصة:

اتفق جمهور العلماء على أن تارك الصلاة تكاسلاً مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وأنه يفسق بخطئه هذا، ويجب عليه التوبة، وإلا عوقب بما يراه الإمام مناسباً له. واستدلوا على ذلك بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

أضف تعليق