حكم تارك الصلاة عند الحنفية

حكم تارك الصلاة عند الحنفية

مقدمة:

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عمود الدين، وقد فرضها الله تعالى على عباده، وجعلها فريضة على كل مسلم بالغ عاقل، وقد حذر الله تعالى من ترك الصلاة، وجعله من الذنوب الكبيرة، وشدد في عقوبته، وقد أوضح العلماء حكم تارك الصلاة عند الحنفية، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن هذا الحكم بالتفصيل.

الحكم الشرعي لترك الصلاة:

ترك الصلاة من أكبر الكبائر، وقد حذر الله تعالى من تركها في قوله تعالى: (وَإِذَا قُمْتَ فِيهِمْ لِتُصَلِّيَ فَلْيَقُفْ مِنْكُمْ طَائِفَةٌ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدْتُمْ فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ لَوْدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا).

وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

أقسام تارك الصلاة:

ينقسم تارك الصلاة إلى قسمين:

1. تارك الصلاة جحودًا:

وهو الذي ينكر وجوب الصلاة، أو يعتقد أنها غير واجبة، أو يستهين بها، فهذا كافر مرتد، ويجب قتله إذا لم يتب.

2. تارك الصلاة كسلًا وتهاونًا:

وهو الذي يعترف بوجوب الصلاة، ولكنه يتكاسل عن أدائها، أو يتهاون فيها، فهذا فاسق عاص، ويجب عليه التوبة والاستغفار، ويستحق العقوبة الدنيوية.

حكم تارك الصلاة عند الحنفية:

اتفق فقهاء الحنفية على أن تارك الصلاة جحودًا كافر مرتد، يجب قتله إذا لم يتب، أما تارك الصلاة كسلًا وتهاونًا فهو فاسق عاص، يستحق العقوبة الدنيوية، ويجب عليه التوبة والاستغفار.

أدلة الحنفية على حكم تارك الصلاة:

استدل الحنفية على حكم تارك الصلاة بالأدلة التالية:

1. أدلة القرآن الكريم:

ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تحذر من ترك الصلاة، وتوعد تاركها بالعقاب الشديد، منها قوله تعالى: (وَإِذَا قُمْتَ فِيهِمْ لِتُصَلِّيَ فَلْيَقُفْ مِنْكُمْ طَائِفَةٌ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدْتُمْ فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ لَوْدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا).

2. أدلة السنة النبوية:

ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحذر من ترك الصلاة، وتوعد تاركها بالعقاب الشديد، منها ما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

3. إجماع العلماء:

أجمع علماء المسلمين على أن تارك الصلاة جحودًا كافر مرتد، وأن تارك الصلاة كسلًا وتهاونًا فاسق عاص، ويجب عليه التوبة والاستغفار.

عقوبة تارك الصلاة عند الحنفية:

عقوبة تارك الصلاة عند الحنفية هي كما يلي:

1. إذا كان مرتدًا:

فإنه يجب قتله إذا لم يتب.

2. إذا كان فاسقًا:

فإنه يستحق العقوبة الدنيوية، مثل الحبس والجلد، ويجب عليه التوبة والاستغفار.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن ترك الصلاة من أكبر الكبائر، وقد حذر الله تعالى من تركها في كتابه الكريم، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة، وقد اتفق علماء المسلمين على أن تارك الصلاة جحودًا كافر مرتد، وأن تارك الصلاة كسلًا وتهاونًا فاسق عاص، ويجب عليه التوبة والاستغفار.

أضف تعليق