حكم تارك الصلاة عند الأئمة الأربعة
مقدمة:
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي عماد الدين وعنوان العبودية لله تعالى، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة التي تحث على وجوب أداء الصلاة وتهدد تاركيها بالعقاب الشديد، وقد اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة عند الأئمة الأربعة، فذهب بعضهم إلى أنه كافر مرتد عن الإسلام، وذهب آخرون إلى أنه فاسق لا كافر، وسوف نستعرض في هذا المقال آراء الأئمة الأربعة في حكم تارك الصلاة.
1. حكم تارك الصلاة عند الإمام أبو حنيفة:
يرى الإمام أبو حنيفة أن تارك الصلاة كافر مرتد عن الإسلام، وذلك لأنه قد ترك واجبًا من واجبات الإسلام وعطل حكمًا من أحكامه، وقد استدل الإمام أبو حنيفة على ذلك بما يلي:
– قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
– قوله صلى الله عليه وسلم: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”.
– إجماع الصحابة والتابعين على كفر تارك الصلاة.
2. حكم تارك الصلاة عند الإمام مالك:
يرى الإمام مالك أن تارك الصلاة فاسق لا كافر، وذلك لأنه لم يجحد وجوب الصلاة ولكنه تركها، وقد استدل الإمام مالك على ذلك بما يلي:
– قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].
– قوله صلى الله عليه وسلم: “من ترك صلاة متعمدًا فقد كفر”.
– جاء في الموطأ عن الإمام مالك قوله: “من ترك صلاة من غير عذر فقد فجر”.
3. حكم تارك الصلاة عند الإمام الشافعي:
يرى الإمام الشافعي أن تارك الصلاة كافر مرتد عن الإسلام، وذلك لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد استدل الإمام الشافعي على ذلك بما يلي:
– قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103].
– قوله صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين”.
– إجماع السلف الصالح على كفر تارك الصلاة.
4. حكم تارك الصلاة عند الإمام أحمد بن حنبل:
يرى الإمام أحمد بن حنبل أن تارك الصلاة كافر مرتد عن الإسلام، وذلك لأنه قد ترك واجبًا من واجبات الإسلام، وقد استدل الإمام أحمد بن حنبل على ذلك بما يلي:
– قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 136].
– قوله صلى الله عليه وسلم: “بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة”.
– إجماع الصحابة والتابعين على كفر تارك الصلاة.
5. أدلة كفر تارك الصلاة:
هناك العديد من الأدلة التي تدل على كفر تارك الصلاة، منها:
– قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
– قوله صلى الله عليه وسلم: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”.
– حديث أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة”.
– حديث أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من ترك صلاة مكتوبة متعمدًا فقد كفر”.
6. أقوال العلماء في حكم تارك الصلاة:
اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة، فذهب جمهور العلماء إلى أنه كافر مرتد عن الإسلام، وذهب بعضهم إلى أنه فاسق لا كافر، وقد ذكر ابن كثير في تفسيره قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، قال: “وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا سلام بن مسكين، عن عباية بن رفاعة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة”. وقال الحسن البصري: ما أحد أسرع ردة من تارك صلاة”.
7. عقوبة تارك الصلاة:
عقوبة تارك الصلاة هي القتل، وقد نص الفقهاء على أنه يجوز لولي الأمر قتل تارك الصلاة إذا أصر على تركها بعد دعوته إليها ونصحه بها، وقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كَانَتْ الْفَرِيضَةُ عَلَى أَوَّلِ الْإِسْلَامِ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَأُنْزِلَتْ إِلَى خَمْسٍ، قالَ: فَمَنْ جَاءَ بِهَا وُفِّيَ أَجْرُ خَمْسِينَ صَلَاةً”.
خاتمة:
إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة التي تحث على وجوب أداء الصلاة وتهدد تاركيها بالعقاب الشديد، وقد اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة عند الأئمة الأربعة، فذهب جمهور العلماء إلى أنه كافر مرتد عن الإسلام، وذهب بعضهم إلى أنه فاسق لا كافر، وقد ذكرنا في هذا المقال أقوال الأئمة الأربعة في حكم تارك الصلاة، وذكرنا أيضًا الأدلة الشرعية التي تدل على كفر تارك الصلاة، وذكرنا أيضًا أقوال العلماء في عقوبة تارك الصلاة.