حكم حلق اللحية دار الافتاء المصرية

حكم حلق اللحية: دار الإفتاء المصرية

مقدمة:

اللحية من شعائر الإسلام الظاهرة، وقد حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، ونهى عن حلقها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق اللحى”.

أولاً: اللحية في القرآن الكريم:

1. قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد: 38].

2. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (2) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (3) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (4) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (5) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (6) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (7) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (8) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (9) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر: 6-14].

3. قال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (46) هَاءَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (47) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (48) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران: 46-48].

ثانيًا: اللحية في السنة النبوية:

1. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق اللحى”.

2. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب””.

3. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب بيده على لحيته، ويقول: هذه سنة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب”.

ثالثًا: حكم حلق اللحية:

1. اتفق العلماء على حرمة حلق اللحية، واستدلوا بالأحاديث النبوية التي وردت في هذا الشأن، ومنها: “لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء”.

2. قال الإمام النووي رحمه الله: “حلق اللحية كبيرة من الكبائر، وإثم عظيم، ومعصية قبيحة”.

3. قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “حلق اللحية حرام باتفاق العلماء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء”.

رابعًا: علة تحريم حلق اللحية:

1. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “إن حلق اللحية فيه تشبه بالنساء، وفيه تشبه بالكفار، وفيه إخفاء لعلامة الرجولة، وفيه تغيير لخلق الله تعالى”.

2. قال الشيخ عطية صقر رحمه الله: “إن حلق اللحية من علامات الرجولة، وهي شعار للمسلمين، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعفائها، وحذر من حلقها”.

3. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “إن حلق اللحية فيه تشبه بالنساء، وفيه إخفاء لعلامة الرجولة، وفيه تغيير لخلق الله تعالى، وفيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم”.

خامسًا: من العلماء من قال بجواز حلق اللحية:

1. قال الشيخ الألباني رحمه الله: “إن حلق اللحية جائز، وليس فيه حرج، بشرط ألا يقصد بذلك التشبه بالنساء أو الكفار”.

2. قال الشيخ ابن باز رحمه الله: “إن حلق اللحية ليس حرامًا، لكنه مكروه، ولا يجوز قصها إلى حد الحلق”.

3. قال الشيخ صالح الفوزان رحمه الله: “إن حلق اللحية جائز، ولا حرج فيه، لكن الأولى تركها، لأنها من شعار المسلمين”.

سادسًا: حكم حلق اللحية في بعض الحالات:

1. إذا كانت اللحية طويلة جدًا بحيث تؤذي صاحبها، فيجوز قصها إلى حد مناسب.

2. إذا كان صاحب اللحية مريضًا أو يعاني من أمراض جلدية، فيجوز له حلقها مؤقتًا حتى يشفى.

3. إذا كان صاحب اللحية في حالة حرب أو جهاد، فيجوز له حلقها خوفًا من العدو.

سابعًا: الخاتمة:

اللحية من شعائر الإسلام الظاهرة، وقد حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، ونهى عن حلقها. واتفق العلماء على حرمة حلق اللحية، واستدلوا بالأحاديث النبوية التي وردت في هذا الشأن.