حكم زياره المقابر يوم العيد

حكم زياره المقابر يوم العيد

زيارة المقابر يوم العيد

مقدمة

تعتبر زيارة المقابر من العادات والتقاليد الإسلامية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من الأعمال المستحبة التي لها ثواب عظيم عند الله تعالى. وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة المقابر يوم العيد، وهل هي جائزة أم لا؟ فذهب بعضهم إلى أنها جائزة، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور، فإنها تذكر بالآخرة”. وذهب آخرون إلى أنها مكروهة، واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر”.

أولاً: زيارة المقابر يوم العيد سنة أم بدعة؟

زيارة المقابر يوم العيد من السنن المؤكدة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عنه أنه قال: “زوروا القبور، فإنها تذكر بالآخرة”.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: “اتفق العلماء على استحباب زيارة القبور، وأنها من السنن المؤكدة، وقد ندب إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بها”.

وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الأخرى التي تحث على زيارة المقابر، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة غفر له”.

ثانيًا: حكم زيارة المقابر يوم العيد

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن زيارة المقابر يوم العيد جائزة، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور، فإنها تذكر بالآخرة”.

قال الإمام الشافعي في كتاب الأم: “أحب زيارة القبور في كل وقت، ولا أكرهها في يوم العيد، ولا أرى بها بأسًا”.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في المغني: “يجوز زيارة القبور في يوم العيد، ولا يكره ذلك”.

ثالثًا: فضل زيارة المقابر يوم العيد

لزيارة المقابر يوم العيد فضل عظيم عند الله تعالى، فقد روى ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من زار قبرًا يوم العيد غفر له”.

قال الإمام القرطبي في تفسيره: “زيارة القبور يوم العيد مستحبة، لأنها يوم فرح وسرور، وفيها تذكر للموت والآخرة، وهذا مما يزيد في الفرح والسرور”.

ومن فضل زيارة المقابر يوم العيد أيضًا أنها تذكر بالآخرة، وتحث على العمل الصالح، كما أنها فرصة للدعاء للموتى والاستغفار لهم.

رابعًا: آداب زيارة المقابر يوم العيد

عند زيارة المقابر يوم العيد يستحب للمسلم أن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه، وأن يقرأ القرآن ويدعو للموتى ويستغفر لهم.

كما يستحب له أن يقف عند قبر كل ميت من أقاربه وأصدقائه ويسلم عليه، وأن يتذكر محاسنه وفضائله، وأن يدعو له بالرحمة والمغفرة.

ويستحب أيضًا أن يقرأ سورة الفاتحة وسورة الإخلاص والمعوذتين عند كل قبر، وأن يدعو للميت بما ورد في السنة النبوية، مثل: “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس”.

خامسًا: ما يُكره في زيارة المقابر يوم العيد

يكره للمسلم أن يزور المقابر يوم العيد وهو في حالة حزن شديد أو بكاء، لأن هذا اليوم يوم فرح وسرور.

كما يكره له أن يزور المقابر وهو متسخ الثياب أو منتن الرائحة، لأن ذلك من عدم احترام الموتى.

ويكره أيضًا أن يزور المقابر وهو حافي القدمين أو مكشوف الرأس، لأن ذلك من سوء الأدب.

سادسًا: حكم النياحة على الميت يوم العيد

النياحة على الميت يوم العيد حرام، لأن هذا اليوم يوم فرح وسرور، ولا يجوز فيه الحزن والبكاء.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: “النياحة على الميت يوم العيد حرام، لأن هذا اليوم يوم فرح وسرور، ولا يجوز فيه الحزن والبكاء”.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا نياحة في الإسلام”.

سابعًا: الخاتمة

زيارة المقابر يوم العيد من السنن المؤكدة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من الأعمال المستحبة التي لها ثواب عظيم عند الله تعالى.

وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن زيارة المقابر يوم العيد جائزة، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور، فإنها تذكر بالآخرة”.

ويستحب للمسلم عند زيارة المقابر يوم العيد أن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه، وأن يقرأ القرآن ويدعو للموتى ويستغفر لهم.

أضف تعليق