زيارة القبور في يوم العيد
مقدمة:
تعد زيارة القبور من السنن المؤكدة في الإسلام، وهي من الأمور التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يزور قبور البقيع ويدعو لأهلها بالرحمة والمغفرة، كما كان يوصي أصحابه بزيارة القبور، وبيّن لهم أنها تذكر بالآخرة وتقطع الرجاء من الدنيا. وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة القبور في يوم العيد، فذهب بعضهم إلى أنها جائزة، وذهب بعضهم الآخر إلى أنها مكروهة.
أولا: أدلة جواز زيارة القبور في يوم العيد:
1. لم يرد في السنة النبوية ما ينهى عن زيارة القبور في يوم العيد، بل وردت أحاديث تدل على استحباب زيارة القبور في غير يوم العيد، وهذا يدل على جواز زيارة القبور في يوم العيد من باب أولى.
2. زيارة القبور في يوم العيد فرصة للدعاء لأهلها بالرحمة والمغفرة، وهذا من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.
3. زيارة القبور في يوم العيد تذكر بالآخرة وتقطع الرجاء من الدنيا، وهذا من الأمور التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: أدلة كراهة زيارة القبور في يوم العيد:
1. يوم العيد يوم فرح وسرور، وزيارة القبور يوم حزن وأسى، وهذا التناقض لا يتناسب مع طبيعة يوم العيد.
2. زيارة القبور في يوم العيد قد تمنع المسلمين من أداء صلاة العيد في وقتها، وهذا من الأمور التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
3. زيارة القبور في يوم العيد قد تؤدي إلى إهمال صلة الأرحام، وهذا من الأمور التي أمر بها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: الراجح في حكم زيارة القبور في يوم العيد:
الراجح في حكم زيارة القبور في يوم العيد هو الكراهة، وذلك للأدلة التي ذكرناها في الفقرة السابقة. ومع ذلك، فإن زيارة القبور في يوم العيد جائزة في حال عدم وجود ما يمنع من ذلك، مثل وجود مانع شرعي أو وجود ضرر أو مشقة.
رابعا: آداب زيارة القبور في يوم العيد:
إذا أراد المسلم زيارة القبور في يوم العيد، فعليه أن يتبع الآداب التالية:
1. أن يغتسل ويتطيب ويرتدي ثيابا نظيفة.
2. أن يقرأ الفاتحة ويدعو لأهل القبور بالرحمة والمغفرة.
3. ألا يزعج أهل القبور بالصراخ أو النحيب أو إلقاء القمامة.
خامسا: زيارة القبور في يوم العيد للأطفال:
لا ينبغي للأطفال أن يزوروا القبور في يوم العيد، وذلك لأنهم قد لا يتحملون رؤية الموتى أو سماع أصوات البكاء والنحيب، كما أنهم قد لا يكونون قادرين على فهم معنى الموت والآخرة.
سادسا: زيارة القبور في يوم العيد للنساء:
لا مانع من زيارة القبور في يوم العيد للنساء، ولكن يجب عليهن مراعاة الآداب الشرعية، مثل عدم التبرج أو رفع الصوت أو البكاء والصراخ.
سابعا: الخلاصة:
زيارة القبور في يوم العيد جائزة ولكنها مكروهة، والأفضل للمسلم أن يزور القبور في غير يوم العيد، وذلك حتى يتجنب التناقض بين الفرح والسرور في يوم العيد والحزن والأسى في زيارة القبور.