حكم مس المصحف بدون وضوء

حكم مس المصحف بدون وضوء

مقدمة

المسلمون يؤمنون بأن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الكتب السماوية، الذي نسخ ما قبله من الكتب، وجاء مصدقاً لها. والقرآن الكريم هو مصدر التشريع الأساسي في الإسلام، وهو الحجة الأولى في العقيدة والأخلاق والأحكام الشرعية.

حكم مس المصحف بدون وضوء

اختلف الفقهاء في حكم مس المصحف بدون وضوء على أقوال كثيرة. أشهرها قولان:

القول الأول: يحرم مس المصحف بدون وضوء، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية ورواية عند الحنابلة. واستدلوا بما يلي:

1. قوله تعالى: ( لا يمسه إلا المطهرون ) (الواقعة:79) والمطهرون هم المتوضئون.

2. أن المصحف كلام الله تعالى، وهو مقدس ويجب احترامه وتقديره، فلا يجوز مسه بغير وضوء.

3. أن مس المصحف بغير وضوء منقصة من قدره واحتقاره.

القول الثاني: يجوز مس المصحف بدون وضوء، وهذا مذهب الظاهرية وبعض الفقهاء من الحنفية وهو الرواية المشهورة عند الحنابلة. واستدلوا بما يلي:

1. أن الآية المذكورة ( لا يمسه إلا المطهرون ) (الواقعة:79) لا تدل على تحريم مس المصحف بدون وضوء، وإنما تدل على أنه لا يجوز قراءته أو تلاوته إلا للمتطهرين.

2. أن الصحابة والتابعين كانوا يمسون المصحف بدون وضوء، ولم ينقل عن أحد منهم أنه قال بحرمة ذلك.

3. أن مس المصحف بدون وضوء لا يعتبر منقصة من قدره واحتقاره، لأنه لا يقصد بذلك إلا الإمساك به أو نقله من مكان إلى آخر.

أدلة القائلين بحرمة مس المصحف بدون وضوء

1. قوله تعالى: ( لا يمسه إلا المطهرون ) (الواقعة:79).

2. أن مس المصحف بغير وضوء منقصة من قدره واحتقاره.

3. أن الصحابة كانوا يتوضئون قبل مس المصحف.

أدلة القائلين بجواز مس المصحف بدون وضوء

1. أن الآية المذكورة ( لا يمسه إلا المطهرون ) (الواقعة:79) لا تدل على تحريم مس المصحف بدون وضوء، وإنما تدل على أنه لا يجوز قراءته أو تلاوته إلا للمتطهرين.

2. أن الصحابة والتابعين كانوا يمسون المصحف بدون وضوء، ولم ينقل عن أحد منهم أنه قال بحرمة ذلك.

3. أن مس المصحف بدون وضوء لا يعتبر منقصة من قدره واحتقاره، لأنه لا يقصد بذلك إلا الإمساك به أو نقله من مكان إلى آخر.

مس المصحف بأيدي المشركين والكفار

يحرم مس المصحف بأيدي المشركين والكفار، وهذا إجماع بين الفقهاء. واستدلوا بما يلي:

1. أن المشركين والكفار نجس، فلا يجوز لهم مس المصحف.

2. أن مس المصحف بأيدي المشركين والكفار منقصة من قدره واحتقاره.

3. أن ذلك قد يؤدي إلى إهانة المصحف وتمزيقه.

مس المصحف بغير اليد

يجوز مس المصحف بغير اليد، مثل أن يمسه بشيء طاهر، كالعمامة أو المناديل أو القفازات. وهذا مذهب جمهور الفقهاء. واستدلوا بما يلي:

1. أن الآية المذكورة ( لا يمسه إلا المطهرون ) (الواقعة:79) وردت بلفظ (يمسه)، ولم ترد بلفظ (يمسه بيده)، وهذا يدل على أن المس المراد هو المس المباشر باليد أو بغيرها.

2. أن الصحابة كانوا يضعون المصحف على رؤوسهم وأكتافهم، ولم ينقل عن أحد منهم أنه قال بحرمة ذلك.

3. أن مس المصحف بغير اليد لا يعتبر منقصة من قدره واحتقاره، لأنه لا يقصد بذلك إلا الإمساك به أو نقله من مكان إلى آخر.

مس المصحف للحاجة

يجوز مس المصحف للحاجة، مثل أن يمس المصحف لإنقاذه من الحريق أو الغرق أو من السقوط، أو لتعليمه أو لبيعه أو لإعارته. وهذا مذهب جمهور الفقهاء. واستدلوا بما يلي:

1. أن الحاجة تنزل منزلة الضرورة، والضرورة تبيح المحظورات.

2. أن الصحابة كانوا يمسون المصحف للحاجة، ولم ينقل عن أحد منهم أنه قال بحرمة ذلك.

3. أن مس المصحف للحاجة لا يعتبر منقصة من قدره واحتقاره، لأنه لا يقصد بذلك إلا الإمساك به أو نقله من مكان إلى آخر.

الوضوء لمس المصحف

يستحب للوضوء لمس المصحف، وهذا مذهب جمهور الفقهاء. واستدلوا بما يلي:

1. أن الوضوء طهارة، والطهارة من شعائر الإسلام، ولذلك يستحب للوضوء لمس المصحف.

2. أن الصحابة كانوا يتوضئون قبل مس المصحف، ولم ينقل عن أحد منهم أنه قال بعدم استحباب ذلك.

3. أن الوضوء لمس المصحف فيه تعظيم للمصحف وتوقير له.

الخاتمة

مس المصحف بدون وضوء مسألة خلافية بين الفقهاء، وقد ذكرنا الأدلة والأقوال في هذه المسألة، والراجح فيها هو القول بجواز مس المصحف بدون وضوء، بشرط أن يكون ذلك باحترام وتوقير للمصحف.

أضف تعليق