خطبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم

No images found for خطبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم

خطبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،،،

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على هذه الأمة، وخصها بها دون غيرها، هو إرساله إليهم نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون قدوة لهم في أقوالهم وأفعالهم، ولينقذهم من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضلال إلى الهدى.

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة في كل شيء، فكان في خلقه مع الله تبارك وتعالى غاية التواضع والخشوع والتذلل، وكان في عبادته لله غاية الإخلاص والصدق، وكان في معاملته مع الناس غاية اللطف والرحمة والحلم، وكان في جهاده في سبيل الله غاية الشجاعة والبسالة والإقدام، وكان في دعوته إلى الله غاية الحكمة والموعظة الحسنة.

ولهذا كان من الطبيعي أن يحبه المسلمون حباً شديداً، وأن يوقروه ويحترموه ويطيعوه في كل ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه، وأن يتأسوا به في كل شيء، فكانوا خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكانوا شهداء على الناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير شاهد عليهم.

خواص الرسول صلى الله عليه وسلم

من أهم ما يميز رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سائر الأنبياء والمرسلين، ما حباه الله به من خصائص وميزات عديدة، منها:

– أنه كان خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه لا نبي بعده، وأن رسالته خاتمة الرسالات، وأن دينه خاتم الأديان.

– أنه كان نبياً جامعاً، أي أنه جمع في رسالته بين الشرائع السماوية السابقة، وأكملها وأتمها، فجاء دينه شاملاً لجميع جوانب الحياة، من عقيدة وشريعة وأخلاق ومعاملات.

– أنه كان نبياً مبشراً ونذيراً، أي أنه بشر أتباعه بالجنة والثواب، وأنذرهم بالنار والعقاب، وهذا ما يجعله أشرف الأنبياء والمرسلين، حيث أنه جاء رحمة للعالمين، وداعياً إلى توحيد الله تعالى، وإلى نبذ الشرك والكفر والضلال.

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بالعديد من الصفات الحميدة، ومنها:

– الصدق والأمانة، فكان معروفاً بين قومه بالصادق الأمين، وكانوا يأتمنونه على أموالهم وأسرارهم، وكانوا يلجأون إليه في حل مشاكلهم وقضاياهم.

– الحلم والأناة، فكان شديد الحلم والأناة، وكان يتغاضى عن أخطاء الناس ويصفح عنهم، وكان لا ينتقم لنفسه، وكان يعفو عمن ظلمه وأساء إليه.

– الكرم والجود، فكان شديد الكرم والجود، وكان يبذل ماله في سبيل الله تعالى، وكان لا يرد سائلاً، وكان يعطي حتى ولو كان عنده قليل.

– الشجاعة والإقدام، فكان شجاعاً مقداماً، لا يهاب الموت في سبيل الله تعالى، وكان في غزواته شديد البأس والضراوة على أعدائه، وكان ينصر دينه ويذود عنه بكل ما أوتي من قوة.

أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمتع بأخلاق عالية، ومنها:

– التواضع، فكان شديد التواضع، وكان يجلس مع الفقراء والمساكين، وكان يأكل معهم، وكان لا يتكبر على أحد، وكان يحب أن ينادى باسمه، وكان يكره أن ينادى بألقاب التعظيم.

– الرحمة والشفقة، فكان شديد الرحمة والشفقة على الناس، وكان يحن عليهم، وكان يعطف على الضعفاء والمساكين، وكان يواسيهم ويساعدهم، وكان يكره الظلم والعدوان، وكان ينهى عنهما.

– العدل والمساواة، فكان شديد العدل والمساواة، وكان يحكم بالعدل بين الناس، وكان لا يفرق بين أحد وأحد، وكان يعطي كل ذي حق حقه، وكان يكره الظلم والعدوان، وكان ينهى عنهما.

منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى

لقد حظي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة رفيعة عند الله تعالى، ومن ذلك:

– أنه حبيبه وصفيه، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)) وقال تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13))

– أنه أشرف الخلق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا سيد ولد آدم ولا فخر”، وقد قال الله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ).

حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم علينا

لرسول الله صلى الله عليه وسلم علينا حقوق عديدة، منها:

– محبته وإجلاله وتعظيمه، قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

– طاعته فيما أمرنا به ونهانا عنه، قال الله تعالى: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

– نصرته والدفاع عنه، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).

– تبليغ دعوته إلى الناس، قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم

ولقد كان من الطبيعي أن يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاقتداء به في كل شيء، فقال: “اقتدوا بي ما استطعتم”، وقال: “من اقتدى بي فقد اهتدى”، وقال: “من أحبني فليتبع سنتي”.

ولقد كان الصحابة الكرام خير من اقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتأسون به في أقوالهم وأفعالهم، وكانوا يحبونه حباً شديداً، وكانوا يطيعونه في كل ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه، وكانوا شهداء على الناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير شاهد عليهم.

الخاتمة

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة في كل شيء، فكان في خلقه مع الله تبارك وتعالى غاية التواضع والخشوع والتذلل، وكان في عبادته لله غاية الإخلاص والصدق، وكان في معاملته مع الناس غاية اللطف والرحمة والحلم، وكان في جهاده في سبيل الله غاية الشجاعة والبسالة والإقدام، وكان في دعوته إلى الله غاية الحكمة والموعظة الحسنة.

ولهذا كان من الطبيعي أن يحبه المسلمون حباً شديداً، وأن يوقروه ويحترموه ويطيعوه في كل ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه، وأن يتأس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *