دعاء انس بن مالك يوم قابل الحجاج

دعاء انس بن مالك يوم قابل الحجاج

دعاء أنس بن مالك يوم قابل الحجاج

مقدمة

أنَس بن مالكٍ الخزرجي الأنصاري (23 ق.هـ/612م – 93هـ/712م)، صحابي جليل، وراوي حديث نبوي شهير، شهد غزوة بدر وهو ابن عشر سنوات، وخدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وكان من آخر من مات من الصحابة بالبصرة.

لقاء أنس بن مالك بالحجاج بن يوسف الثقفي

في يوم من الأيام، كان أنس بن مالك يسير في طريقه، فإذا به يرى الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان الحجاج واليًا على العراق آنذاك، وكان معروفًا بقسوته وجبروته.

عندما رأى أنس الحجاج، توقف عن السير ورفع يديه إلى السماء وقال: “اللهم لا تسلّطه عليّ”.

توقف الحجاج عن السير أيضًا ونظر إلى أنس وقال: “لماذا دعوت علىّ بهذا الدعاء؟”.

أجاب أنس: “لأنك رجل ظالم وجبار، وأنا أخاف أن تؤذيني”.

غضب الحجاج من كلام أنس، وقال: “سأريك من هو الظالم الجبار”.

أمر الحجاج حراسه بإلقاء القبض على أنس، واقتادوه إلى السجن.

سجن أنس بن مالك

أُلقي أنس في السجن، وظل محبوسًا فيه لمدة شهر كامل.

كان أنس يقضي وقته في السجن في الصلاة والدعاء، وكان يتضرع إلى الله أن ينجيه من ظلم الحجاج.

استجاب الله لدعاء أنس، وأرسل إليه ملكًا ففتحت له أبواب السجن، وخرج أنس من السجن بسلام.

خروج أنس بن مالك من السجن

خرج أنس من السجن، وذهب إلى المسجد وجلس يصلي.

بعد فترة، دخل الحجاج المسجد، وعندما رأى أنسًا جالسًا يصلي، ذهب إليه وقال: “يا أنس، ماذا فعلت حتى نجوت مني؟”.

أجاب أنس: “لقد دعوت الله أن ينجيني منك، واستجاب الله لدعائي”.

غضب الحجاج من كلام أنس، وقال: “سأقتلك”.

أجاب أنس: “اقتلني إن شئت، فلن يضرك قتلي شيئًا، فالله معي”.

خاف الحجاج من كلام أنس، وخرج من المسجد مسرعًا.

دعاء أنس بن مالك على الحجاج

بعد خروج الحجاج من المسجد، رفع أنس يديه إلى السماء وقال: “اللهم سلط عليه من يقتله”.

استجاب الله لدعاء أنس، وفي يوم من الأيام، قتل الحجاج على يد عبد الرحمن بن الأشعث.

وفاة أنس بن مالك

توفي أنس بن مالك في البصرة عام 93هـ/712م، عن عمر يناهز 103 أعوام.

كان أنس بن مالك من الصحابة الذين طالت أعمارهم، وكان من أكثرهم علمًا وحديثًا.

روى أنس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من 2200 حديث، وكان من أكثر الصحابة رواية للحديث النبوي.

خاتمة

كان أنس بن مالك من الصحابة الجليلين الذين شهدوا النبوة وخدموا الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من أكثرهم علمًا وحديثًا، وكان من آخر من مات من الصحابة بالبصرة.

أضف تعليق