صور الدنيا

صور الدنيا

صور الدنيا

مقدمة:

الدنيا دار فانية، زائلة لا تبقى، وهي دار ابتلاء واختبار، يمتحن الله فيها عباده المؤمنين ليميز الخبيث من الطيب، وهي دار عمل وجهاد، يجاهد فيها المؤمن نفسه وشهواته، ويجاهد الشيطان وأعوانه، وهي دار عبادة وطاعة، يؤدي فيها المؤمن العبادات المفروضة عليه، ويطيع أوامر الله ورسوله.

1. زينة الدنيا:

الدنيا مزينة بزخارفها ومتعها، وهي خداعة وغرارة، فهي لا تدوم ولا تبقى، فهي فانية زائلة، وفيها الكثير من الفتن والشهوات التي تصرف الإنسان عن ذكر الله وعبادته.

الدنيا دار غرور، فكم من إنسان غره زينتها ومتعها، فظن أنها دار الخلود والبقاء، فأنسى الآخرة وما أعده الله لعباده من نعيم الجنة أو عذاب النار.

الدنيا دار فانية، فكم من إنسان عاش فيها طويلاً ثم مات، وترك كل ما كان يملكه من مال وجاه وشهوات، ولم ينفعه إلا عمله الصالح الذي قدمه في حياته.

2. متاع الدنيا:

متاع الدنيا قليل وزائل، فمهما بلغ الإنسان من مال وجاه وسلطة، فإن كل ذلك سينتهي يوم يموت، ولن ينفعه إلا عمله الصالح الذي قدمه في حياته.

متاع الدنيا لا يساوي عند الله جناح بعوضة، فكل ما في هذه الدنيا من متع وشهوات، لا يساوي عند الله شيئاً، وهو لا يرضى لعباده المؤمنين أن يشغلهم متاع الدنيا عن ذكر الله وعبادته.

متاع الدنيا خداع وغرارة، فكم من إنسان ظن أنه قد حصل على كل ما يريد في هذه الدنيا، ثم فجأة تغيرت حياته، وأصبح فقيراً أو مريضاً أو مهاناً.

3. فتن الدنيا:

الدنيا مليئة بالفتن والشهوات التي تصرف الإنسان عن ذكر الله وعبادته، وهي امتحان وابتلاء للمؤمنين، ليميز الله سبحانه وتعالى الخبيث من الطيب.

من فتن الدنيا المال والجاه والسلطة والشهوات، وكل ما يصرف الإنسان عن ذكر الله وعبادته، وهي سلاح الشيطان الذي يستخدمه لإغواء بني آدم وإبعادهم عن طريق الهدى.

على المؤمن أن يحذر من فتن الدنيا، وأن لا ينخدع بزخارفها ومتعها، وأن يجعل همه وهدفه في هذه الحياة هو مرضاة الله سبحانه وتعالى.

4. حب الدنيا:

حب الدنيا من أشد الأمراض القلبية التي تصيب الإنسان، وهو سبب كل الشرور والفتن، وهو الذي يدفع الإنسان إلى معصية الله ورسوله، وإلى الظلم والبغي والعدوان.

حب الدنيا يجعل الإنسان عبداً لها، ويصرفه عن ذكر الله وعبادته، ويجعله يفعل أي شيء للحصول على ما يريد من متع وشهوات، ولو كان ذلك على حساب دينه وخلقه.

على المؤمن أن يتخلص من حب الدنيا، وأن يجعل همه وهدفه في هذه الحياة هو مرضاة الله سبحانه وتعالى، وأن يعد نفسه للقاء الله عز وجل.

5. زهد الدنيا:

الزهد في الدنيا هو ترك متاع الدنيا وزخارفها، والإقبال على الآخرة وما أعده الله لعباده من نعيم الجنة، وهو من أعظم مقامات العارفين بالله تعالى.

الزاهد في الدنيا هو الذي لا يهمه من الدنيا إلا ما يساعده على عبادة الله تعالى، وهو الذي لا يتعلق قلبه بأي شيء من متاع الدنيا، ولا يحزن لفقدانها.

الزهد في الدنيا لا يعني ترك العمل والكسب، وإنما يعني عدم التعلق بالدنيا وعدم جعلها هدفاً في الحياة، والعمل فيها من أجل الحصول على ما يكفي من متاعها دون الإسراف والتبذير.

6. دار البلاء:

الدنيا دار ابتلاء واختبار، يمتحن الله فيها عباده المؤمنين ليميز الخبيث من الطيب، ويمتحنهم في أموالهم وأنفسهم وذرياتهم، وفي كل شيء من أمور حياتهم.

البلاء في الدنيا من أنواع الرحمة الإلهية، وهو وسيلة لتكفير الذنوب ورفع الدرجات في الآخرة، وهو فرصة للمؤمن ليثبت صبره واحتسابه على بلائه.

على المؤمن أن يصبر على بلائه، وأن يحتسبه عند الله تعالى، وأن يعلم أن كل بلاء يصيبه هو خير له في الدنيا والآخرة.

7. دار العمل:

الدنيا دار عمل وجهاد، يجاهد فيها المؤمن نفسه وشهواته، ويجاهد الشيطان وأعوانه، وهي دار عبادة وطاعة، يؤدي فيها المؤمن العبادات المفروضة عليه، ويطيع أوامر الله ورسوله.

على المؤمن أن يعمل في هذه الدنيا الصالحات التي تقربه من الله تعالى، وأن يجاهد نفسه وشهواته، وأن يقاوم الشيطان وأعوانه، وأن يؤدي العبادات المفروضة عليه، وأن يطيع أوامر الله ورسوله.

العمل الصالح في هذه الدنيا هو زاد المؤمن في الآخرة، وهو الذي ينفعه يوم القيامة، وهو الذي يجعله من أهل الجنة بإذن الله تعالى.

خاتمة:

الدنيا دار فانية، زائلة لا تبقى، وهي دار ابتلاء واختبار، يمتحن الله فيها عباده المؤمنين ليميز الخبيث من الطيب، وهي دار عمل وجهاد، يجاهد فيها المؤمن نفسه وشهواته، ويجاهد الشيطان وأعوانه، وهي دار عبادة وطاعة، يؤدي فيها المؤمن العبادات المفروضة عليه، ويطيع أوامر الله ورسوله.

أضف تعليق